تواجهه الدول عقبات كثيرة لتطور في كل يوم مما قد يؤدي الى تأخر او تأرجح عجلة التنمية في تلك الدول وتتنوع العقبات التقليدية التي تواجهها الجهات الحكومية مثل عدم توفر الوقت الكافي لإنجاز المشاريع أو توفير ميزانية محددة للجهات الحكومية لا يمكن تجازوها أو موارد البشرية منحصرة في أعداد المواطنين. وان من خلال تحدي ال 100 واستخدام المسرعات الحكومية تستطيع الدول مواكبة التحديات والتغلب على العقبات .

رحلة تحدي ال100 يوم تساعد على مواجهه العقبات المرتبطة بتنفيذ المشارع الحكومية والحصول على نتائج خلال مئة يوم. وتمر رحلة ال100 يوم بثلاث مراحل حيث ان المرحلة الاولى هي مرحلة التصميم مرحلة تحديد وصياغة الاهداف وتحديد الفرق والمرحلة الثانية هي تسريع الاهداف الذكية والعمل عليها والمرحلة الثالثة هي الاستدامة وهي عرض الانجازات خطة الاستدامة وتوسيع النطاق على المدى البعيد.

ويتطلب تنفيذ المراحل السابقة تكوين فرق مختلفة للقيام بأعمال تكاملية لإنجاز المهام خلال مئة يوم التحدي . تتكون فرق التحدي من ثلاث فرق فريق القيادات وفريق الرعاة وفريق المسرعات . حيث تكمن مهمة فريق القيادات في تحديد وصياغة التحدي وتمكين وتعزيز فريق المسرعات وضمان استدامة النتائج بعد انتهاء ال100 يوم. أما مهمة فريق الرعاة تكمن في كسر الحواجز لفريق المسرعات ومساعدته على تخطي العقبات وتمكين فريق العمل وتغذية أفكار وابتكار الحلول الفعالة ومساندة فريق القادة . بينما فريق المسرعات هو المسئول عن تحويل التحديات الة اهداف ملموسة وضع خطط عمل تشاركية ورفع التوصيات بالإجراءات للازمة .

ولتحديات المشاركة في المسرعات الحكومة خصائص مهمة وهي أن تكون ذات أثر ملموس على المجتمع وتتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للدولة وتتطلب تعاون كافة الاطراف المعنية ذات الصلة وان يكون التحدي عالق من فترة طويلة بسبب غياب التنسيق بين الجهات ذات الصلة . وهذه الخصائص تبرز معايير اربعة لمرحلة تصميم التحدي حيث يجب أن تكون مبادرة ذات تأثير عالي وقابلة للتحقيق ويشترط فيها تعاون الجهات وفي فرصة رائعة للابتكار. ونتيجة حتمية لهذا فأن تحديد الاهداف يجب أن يكون بطريقة SMART أي أن تكون الاهداف ذكية ( واضحة وقابلة للقياس وطموحة تفوق التوقعات وذو صلة مباشرة مع الاطراف المعنية ومحكومة بفترة زمنية محددة ال100 يوم ).

ويعقبها ورش عمل المرجعات الدورية كل 25 يوم بحيث في اليوم ال25 يتم خلال الورشة الاولى مناقشة التطورات والنتائج وتحديد خطة العمل وعقد جلسات عصف ذهني لتخطي عقبات التي تواجه الفرق خلال الفترة الماضية . وفي الورشة الثانية في اليوم 50 وهي الورشة النصفية تم استعراض المراحل السابقة من الخطة العمل ومدى تحقيق الهدف وتحديد العوائق التي واجهتها فرق العمل المسرعات ومناقشة الحلول الابداعية لتخطيها وإطلاق طاقات الابتكارية ومناقشة الحلول الابداعية لتخطي العقبات وعرض خطة العمل المحدثة والانجازات حتى الان على فريق الرعاة وتحفيز فريق العمل على تحقيق المزيد من الانجازات . و الورشة الثالثة في اليوم 75 " مرحلة الاستدامة " يتم مناقشة التجربة خلال ال100 يوم ومناقشة الخبرات المكتسبة واستخلاص النتائج والتأكيد على الابتكار وروح التعاون والعمل المشترك بين الجهات الحكومية المختلفة واستعراض خطة الاستدامة وتوسيع النطاق للفترة التالية لل100 يوم لضمان الاستدامة للنتائج وتعزيزها والاحتفال المشاركين بما حقوقه من نجاح .

ونتيجة للاستدامة وتوسيع النطاق للنتائج المحققة لتغلب على العقبات فان الدول تقوم بإنجاز الكثير من مشاريع التنمية خلال فترات قياسية عالية لإنجاز المشاريع وبنفس الميزانية المتوفرة والمحددة للجهات الحكومية دون تجازوها و الموارد البشرية منحصرة في أعداد المواطنين.

نوري أسعد

رائدة من رواد معهد الفضاء المدني