غرباء...ايا وطن
و الاماني تبحث فيك مكانا
لا يهجوه الزمن
و عيونا لا تبكيها الدمن
سبرت اغوار الدنيا
فلم تقذفها المحن
و حياة نرجوها
قبل موت البدن.
غرباء...
موتى بشعارات الاحياء
نلبس الثوب مقلوبا و الحذاء
و قتيل في حينا
قد البس ثوب العدا...و الدماء
و النهر شهيد و التمساح براء
و القطار كما فيه الذئب
فيه العفريت و العذراء
غرباء...
مهملين ضياع
في شوارعنا
لا نكاد نرى ما تحت القناع :
ابتسامة خجلى , اهات,
الم يستعصي السماع,
و انين عجوز , شيوخ , و ثكلى ,
اطفال في الرصيف جياع ,
و شباب قد لامس الكون شوقا
لما اسماه حياة
بل مهووس حتى النخاع
... ورد وسط الشوك ضاع
زهروات بلادي
عصفورات تحلق في دنيا الفن و الحسن...
و الابداع
لقمة العيش فقر
يتلوه موت في احضان الضباع.
غرباء
و ابدنا الربيع كما قلنا:
خلق الانسان ضعيف
اكلوا محصول الصيف
و ما يحرثه الخريف
و شبعنا - نحن - بماء و نصف الرغيف;
هل تنتظرون صحاف رسول ?
ام تاويلا للسنوات العجاف ?
لا تنتظروا لن ياتي الصحاف
و استعينوا بقولكم :
خلق الانسان ضعيف.
غرباء
من اقصى الى اقصى
امراء و حكام سجدوا
لما دمر المسجد الاقصى
و لقد قالت الفرقة الناجية :
اسمعوا و اطيعوا
و لو كان الدستور العصا
و الخارج مولانا قد عصى.
غرباء
هل اخواننا حقا في بورما ?
لا ندري !
هل صاروا لبوذا طعما ?
لا ندري !
هل رايتم طفلا و امه في النار
و النار ضراما ?
هل قلنا يوما : -جوسوي-
او كلنا بورما ?
هل قلنا ....و هل قلنا...
و الجرائم ينظرها الاعمى
و المصائب... ايات الذل العظمى
دس السم فينا فاصبحنا سما
مات الحر يوما بعدوانهم ظلما
غرباء
نبكي دير الزور و مارب
و بغداد بنغازي
و الاقصى تركناه للغازي
اما بورما
لم نجدها في اوراق الحاكم النازي
... سمحا صنعاء
غرباء
في ارض الاجداد و الاباء
غرباء
نحن يا قومنا غرباء.