زرعتُ لك الود المرصع بالوفا
. وجاهدتُ إخلاصا لأجلك دائما
وهاجرتُ بالدنيا إليك ملبيا
نداك كما واعدتَ قلبي. متيما
وقلتُ ألا حيا اللياليَ إنْ أكنْ
على مُرها جنب الكرام مُكرَّما
فما أعذب الدنيا وألين كفها
إذا كنتَ في وصل الحبيب مُنعّما
ولكنها الأيام مَنْ ذا ينالها
كما يشتهي أو يستطيع تحكما
تضيق وقد لانتْ وتدبر بعدما
أذاقتْك من شهدِ الوداعةِ بلسما
وتُبكِيكَ حتى لا تظنّ بأنها
سَتُضْحْكُ يوما وجهك المتجهما
وتُبدي لعينيك الحقائق مثلما
تَخفّتْ بظل الزيف دونك موسما
فلا شئَ غير الحق مهما بغيره
توارى زمانا ماكرٌ وتعتّمَ
ورُبّ بلاءٍ بالنجاة تنفستْ
بآلامه الأقدارُ فينا لنسلمَ
فيا قلب طبْ مما رموك لطالما
رأوك إلى نيل المطامع سُلما
رأوا منك في نيل المطامع سلما
وقل للذي بالغدر أحرق حبه
وأسقاه من بعد السعادة علقما
أرحْتَ بما أسقيتَ باقي حياته
وعشتَ بعار الغدر عمرك مجرما
ألا كل ودٍ غير ودك خالقي
لقلب الفتى سجنٌ وكم صار مأتما
بسام اليافعي