وداعا يا متحدية الزمان
وداعا يا حقيقة المكان
كل الطيور التي غردت على اسوارك طارت
وبقيت صامدة منبعًا للامان
ساودع انقاضك مستحضرا ماضيك المجيد
آويت الرومان والفينيقين والصمود ظل رمزك الوحيد
سأستلقي بجانب ينبوع ماءك الذي لم يجف
واتوسد درع فارسك الذي لم يرجف
ساستلقي بجانب ذاك الينبوع
و استمع إلى النهر يحكي قصة حاكمك المخلوع
سيحملني نهرك يوم دوت في ارجاءك نواقيس الحروب
وعمت في جنباتك نداءات الهروب
يوم سفكت في حلبتك دماء المتنافسين
لكي يمتعوا اميرك آن ذاك والمرافقين....
يوم قطعت المقصلة رأس بريء تحت أنظار المتآمرين
وعلق رأسه على رمح فوق بوابتك عبرة للمتمردين
سيحملني يوم أضرمت النيران في حقولك و اجتاحت ألسنتها محاصيل فلاحيك و المزارعين .
سيعود بي الى حقبة ذلك الوباء الفتاك
الذي عاث فسادا في شعبك وبعثر الأملاك
مرت السنين الطوال والأيام تدور
وبقيت انت شامخة على مر العصور
تغير الناس من حولك وتبدلوا
وكلهم تركوا منازلهم ورحلوا
حتى من تكبروا فيك وظنوا لهم الخلود
تشهدين اليوم عن ضعفهم بقبوره هم فيها رقود
ايا قلعة حكت ابوابها عن قصص المنتظرين
حين وقفوا على اعتابها يترقبون عودة ابناءهم المحاربين
ايا قلعة حكت اشجارها عن قصص المنتصرين
حين اوقدوا النار ليلا واجتمعوا حولها متراقصين
ايا قلعة حكت جدرانها عن قصص المحبين
حين ارسلوا مشاعرهم في كلمات يحملها حمام العاشقين
وقفت اليوم امامك انظر حاضرك وأتأمل
كنت في الماضي حصنًا منيعًا لشعوب تتسلسل
صرت اليوم بناء مهجورًا فهل يكون لك يومًا مستقبل
وتعود اليك الحياة ويعود اليك مجدك الأول
سأروي عنك يا قلعة القلاع لأبنائي
وأحكي حكايتك الطويلة لأحفادي
سأوصيهم بالحفاظ عليك
فأنت لنا روح هذه الأرض
بقلم "الأمير"
التعليقات
ماهر باكير