أنا حين أزفتْ لغة الجوى
""""""""""""""""""""""""""
هيام فؤاد ضمرة
"""""""""""""""""
أوا تريدون أنْ تعرفُوا من أنا؟
من أيِّ أرضٍ فزَّ زَرعي واعتليتْ؟
عن أيِّ قومٍ سُلختُ وارتضيتْ؟
أنا التي وَهَبتْ اسمها للسلامِ فعفيت
افترّ فاها عن لغةِ أضواءِ الإبتسام
وما أكثرتُ هَدراً بلغةِ الكلام
أفرختُ صِغاري على الدروبِ
وبحبقةِ الرضى نلتُ أنفاسَ العرُوب
فكنتُ مِصباحَ ضوء سائغ الرُوح
وكنتُ مِنجلاً يَجُوبُ ضَارباً الصروح
فما هاجتْ رياحي وما خاب بوحي
ما كنتُ يوماً أعشقُ شحذ الغياب
ولا جنوني حطّ نكوصاً بشرع الإياب
فما بين نفسي ونفسي تباريحُ حساب
وما بين روحي وروحي برزخ انسياب
أنا السحابُ حين يظللني سديم الملاذ
أنا يا سادَتي مُهرةٌ اعتلتْ صهوةُ الفضاء
وما خابَ عنها سُرى ليل حمَّ له القضاء
أنا عفراءٌ ألمَّ بها ربيع نديّ عاقرَ الوَفَاء
فمضتْ تظفرُ بخريفٍ مفازَهُ بهاء النبهاء
ضاقَ بها القيدُ فلزمَتْ سلام الأتقياء
أيا قلبا حادَ عن دربِ العشقِ تَبَتُلا
فما طيَّع النبض في حبٍّ شغوف
ولا أضرمتُ نار هوىً طروب لهوف
وعجبت كيف اللآلئ تروم صُدوراً أو تعوف
تلألأ بها حلمُ الأثيرِ لوقعِ جوىً أثير
أرسمُ لوحاتَ القولِ وأأطرُ حاشيتها
لتَحملني مَطايا الخيال لأسفار فكر مُحال
وأدور شغفاً في متاهات التصور تتبعاً
وقد دأبَ الأسيلُ يَخُطُّ خارطة الرحيل
لتوقِظَ في عيني مرايا طيفكِ الآتي
سأبوحُ قولي وأمنح العمرَ انعتاقا
وأخلطُ الليلَ سُهد وصلٍ يَستجلي احتراقا
فملاذي بعينيكِ يصوغُ تعاويذاً طِباقا
علَّ وعسى يُشجيني منكِ اختلاق نطاقا
ليَدُبّ على أرضي طيفُ وميض يَسري
وأدفعُ حِسِّي يَنبشُ زهد أمسيِ سِياقا
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
التعليقات
علَّ وعسى يُشجيني منكِ اختلاق نطاقا
...............
سَقَوْهُ كَأْسَ فُرْقَتِهِمْ دِهَاقَا
وَأسْكَرَهُ الْوَدَاعُ فَمَا أَفَاقَا
لَمْ تَكُ الكَأْس كَأْسَ بَيْنٍ
بَلْ كَانَتْ حَمِيمَاً وَغَسَّاقَا
مَاهِر بَاكِير