من المظاهر التي يعتبرها الملحدون مطعناً في الدين الإلهي هي التشريعات الدينية المتصلة بالإرث والشهادة، فهي – بحسبهم – ظلمت المرأة ولم تساوي بينها وبين الرجل كما هو مفترض، وهذا مقطع من جواب السيد أحمد الحسن (عليه السلام) المتعلق بهذه المسألة:
(( ………………….خامساً: من يقول إنّ المرأة ظُلمت بتشريع معين مثل الإرث أو الشهادة لابد أن يُبيِّن لنا ميزانه ووزنه القياسي الذي على أساسه يحدد العدل والظلم، وبالتالي قرَّر وقطع أنّ المرأة يجب أن تتساوى مع الرجل في كل شيء، مع أننا نرى جميعاً أنّ المرأة لا تساوي الرجل في كل شيء.
وأيضاً: من يريد أن يوجّه النقد لتشريع معين ضمن منظومة قانونية وتشريعية عليه أن يلاحظ هذا التشريع كجزء من هذه المنظومة، ولا يقتطع هذا الجزء ويعامله بمعزل عن المنظومة ككل.
المفروض أن ينظر إلى حقوق المرأة وواجباتها في القانون الإلهي على الأقل، لا أن ينظر إلى الحقوق فقط ويقول إنّ المرأة أُعطيت حقوقاً أقل من الرجل في القانون الإلهي. لماذا لا ينظر إلى الواجبات ويقول إنّ الرجل حمُّل واجبات أكثر من المرأة في القانون الإلهي ؟
وكمثال: شخصان أحدهما كلَّفته ببناء ارتفاعه خمسة طوابق والآخر عشر طوابق، هل من العدل أن أعطيهما نفس كمية مواد البناء ونفس المبلغ للبناء؟ ولو أعطيت صاحب العشر ضعف صاحب الخمسة هل يصح أن يأتي شخص ويقول أنت ظالم لأنك لم تساوِ بين الاثنين وكلاهما يعمل عندك ؟
أعتقد أنّ من يقول إنّ المرأة ظُلمت بهذا التشريع، فكلامه وقراره ارتجالي بعيد عن البحث العلمي الدقيق )).
المصدر: أحمد الحسن، كتاب الحواري الثالث عشر، تعليق علاء السالم.
رابط الكتاب بهيئة pdf:
https://almahdyoon.org/arabic/documents/books-saed/7aware13-2.pdf
-
أحمد عليناشر حر