رؤى الحجاز
فيصل البكري
للعام الهجري عند المسلمين معانِ عميقة في وجدانهم وعقيدتهم الخالصة لله وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
فالهجرة هي التي "فصلت" فيما بين الحق والباطل وبين الشرك والإيمان.
فمن هنا بدأ العام الهجري بعد هجرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ومع نهاية شهر "الحج" يتذكر المسلمون هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. تلك "الهجرة" التي أنجبت دولة الإسلام الحضارية والتي سادت من خلالها قوانين السماء أرجاء المعمورة.
فمن كان يظن بداية ذلك الأمر "بستة" من المسلمين هي بداية مرحلة جديدة من العز والتمكين والبذرة الأولى لشجرة الإسلام الباسقة إلى عنان السماء.
لقد كان التقويم "العربي" قبل بزوغ الإسلام عند "العرب" يؤرخونه وفق إعتمادهم على السنة القمرية.
مثل بناء "الكعبة" سنة ١٨٥٥ قمريه.
وإنهيار سد "مأرب" باليمن سنة ١٢٠ قمريه. ووفاة "كعب بن لؤي" الجد السابع للرسول سنة ٥٩ قمرية. وعام "الفيل" وهو العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم سنة ٥٧١ قمرية.
لقد خرج المصطفى وصاحبه "الصديق" رضي الله عنه مهاجران من مكة إلى المدينة. بعد ما أقاما ثلاثة ليالي في "غار ثور"
خرجوا معآ ليلة الإثنين الثامن من ربيع الأول بعد ما أمضيٰ في هجرتهما إثني عشر يوما قضاهما في طريقهما للمدينة. فجعل سيدنا الفاروق رضي الله عنه. حادثة الهجرة هو بداية التقويم الهجري للمسلمين في سنة ٦٢٢ ميلادي.
ومع بداية إشراقه هذا اليوم الأربعاء الأول من شهر محرم لعام ١٤٤٥ هجري. يستدرك المسلمون عامهم الذي مضى ويستقبلوا اليوم عامهم الجديد بالحب والوفاء والدعاء.
فيما يستقبل أهل الحجاز يومهم الأول بعاداتهم التي لا زالت راسخة فيهم جيل بعد جيل بصناعة قهوة "ستنا خديجة" كما كان يطلق عليها قديما. أو كما يطلق عليها البعض اليوم "بقهوة اللوز" وهي تتصدر المجالس الحجازية كعادة متوارثة من الآباء والأمهات وتوزع على الجيران والأقرباء في ليلة يسودها الفرح والسرور وكل عام والأمة الإسلامية عامة بألف خير والله الموفق…