ياسر شمس الدين يكتب : الاختفاء القسرى جريمة النظام المصرى التى لا يستطيع اخفائها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ياسر شمس الدين يكتب : الاختفاء القسرى جريمة النظام المصرى التى لا يستطيع اخفائها

  نشر في 19 يوليوز 2016 .

الاختفاء القسرى مصطلح انتشر اخيرا فى مصر بعد الانقلاب العسكرى نظرا لكثرة الحالات وايضا تركيز الاعلام الغربى على قضية جوليو ريجينى الطالب الايطالى الذى اختفى وظهر مقتولا فى احد ضواحى القاهرة وعليه اثار تعذيب شديد , لم يكن مصطلح الاختفاء القسرى دارجا بين المصريين من قبل ليس لانه لا توجد حالات حدثت فى العهود السابقة ولكن بسبب ان المصطلح الدارج هو (راح ورا الشمس ) وهو مصطلح بالعامية مرادف لمصطلح الاختفاء القسرى وهناك فيلم سينمائى بنفس العنوان وراء الشمس ممنوع من العرض داخل مصر لما يعرضه من انتهاكات لحقوق الانسان فى السجون المصرية

لا يقتصر اثر اختفاء المعارضين للنظام المصرى عليهم فقط , بل الاثر المدمر يظهر على عائلتهم , ففى رايي ان القتل او الاعتقال اخف ضررا من الاختفاء القسرى , تلك العائلات تدخل متاهة الوهم خوفا على ذويهم فهم لا يعرفون هل هم احياءا ام امواتا ,تتكرر امام اعينهم كل مشاهد القهر والظلم والتعذيب التى قد يتعرض لها المختفى قسريا تتوقف حياتهم على لحظة يحمل لهم فيها احدهم خبرا عن ابنائهم كل املهم ان يكونوا على قيد الحياة تتضائل امامه ما قد تعرض المختفى للتعذيب فقد يكون امل العائلات فقط انه ما زال حيا يرزق احساس مدمر ان تفقد عزيزا لديك ابن ,اخ, زوج دون ان تعرف مصيره دون ان تستطيع وداعه فى لحظاته الاخيرة

كل النظم الديكتاتورية وخصوصا العسكرية منها تنتهج هذا النهج فى التعامل مع معارضيها لتحقيق هدف بث الرعب فى المجتمع حتى تختفى كل مظاهر المعارضه للنظام كذلك التخلص من المعارضين فى صمت ,الغريب فى الامر ان تلك النظم تفشل دائما فى ذلك فلا هى تستطيع اسكات صوت المقهورين او تستطيع حتى اخفاء تلك الجرائم على المدى البعيد , قد تنجح تلك النظم فى اسكات واخافه المجتمع لفتره قصيرة ثم تعود اصوات المعارضين اقوى مما كانت

فى تقرير مرعب لمؤسسة عدالة لحقوق الانسان افادت المؤسسة انهم رصدو حوالى 2500 حالة اختفاء قسرى تمت على يد الاجهزة الامنية بشكاوى موثقة من ذوى المختفيين قسريا اللافت فى الامر ان حوالى 1000 حالة من تلك الحالات كانت خلال الربع الاخير من عام 2015 واوائل 2016 مما يؤكد انه مشروع ممنهج للنظام المصرى دون خوف من مسائلة او خوف من عقاب

تؤكد الحكومة المصرية دائما على لسان متحدثيها انه لا يوجد لديها مختفين قسريا , لكن اخيرا وبعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية حول نفس الموضوع ظهر وكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب (عاطف مخاليف) مهاجما منظمة العفو لان التقرير يحتوى على مغالطات قائلا (نعم لدينا حالات اختفاء قسرى وسوء معامله بمقار الاحتجاز ولكنه ليس بالصورة التى بالتقرير ) موضحا ان هناك ايجابيات لم يذكرها التقرير وهى ان المكسيك لديها حالات اختفاء قسرى اكثر من مصر

ان استمرار النظام المصرى لانتهاج تلك الوسائل للقضاء على المعارضه داخل مصر والسكوت المخزى لكل دول العالم عما يحدث لمصر هو مؤشر خطير جدا قد يدفع الجميع لحمل السلاح لوقف تلك الاعتداءات وهو مالا يريده احد الا ان النظام الحالى يملك كل مقومات النظم المؤهلة للانهيار السريع نظرا لاستمراره فى انتهاج تلك السياسات التى لا اظن ان يصمت الشعب المصرى عنها طويلا

للاطلاع على تقرير مؤسسة عدالة للحقوق والحريات

http://www.jhrngo.net/wp-content/uploads/2016/06/unnamed-file.pdf



  • Yasser Shams Aly
    مدون وصحفى منذ عام 2006 مؤسس حركة شباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية بالاسكندرية
   نشر في 19 يوليوز 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا