الكتابة ليست سوى ملاذا يواري خيباتنا، وكذب من زعَم بغير ذلك، السعيد لا يكتب، والمنتشي لا يبوح، فالرضا والبهجة والسرور والارتياح كلها أحاسيس تطوى في الصدر لتبقى فيه لا لتُعلن على الورق، أما الألم فوخزه أقسى من أن يضمر فينهمر شلالا إما من مقلة أو من قلم ..
نحن نكتب بحثا عن العزاء ، ولا عزاء إلا في حرف كسير يجر انحناءه على بياض الورق ، نكتب لنميل على كتف الخواطر.. لنتدثر بلحاف المعنى ..لنتكور بين كلمتين أو بين حرفين فننشج بصمت ..فالورق وحده الشاهد على ضعفنا إذ يمتص الدمع كما الحبر ويُطوى بهدوء كأنما لم تشهد طياته امرا..
ولم المواربة؟ الكتابة حالة سُكر، واللغة خمر معتق يطيب الجرح وتتعافى النفس بكليهما ، فلا منجى من ألم إلا بهما ومعهما، فما المانع إذا من معاقرة اللغة والتلبس بالكتابة؟
فلنكتب نخب الخيبات والمواجع ...نخب الآلام والفواجع..نخب من خذلُونا ومن لم يخذُلونا بعد ..نخب كلّ دمعة انحدرت وكل زفرة أفلتت ..فلنكتب نخب مواجع الناس مجتمعة كطعنة نجلاء وجرح أصم.. فلنكتب نخب الفقد الشنيع حتى الثُمالة .. فلا صحو اليوم ولا إصحاء !
النص صوتا:
-
فاطمة بولعناناليوم حرف وغدا حتف
التعليقات
كم استمتعت بالاستلقاء بين مروج كلماتك العطرة والتنقل بين انتقائاتك المبهرة اشكرك كل الشكر الذي لا يتسع بين كلماتي المتواضعة اتمنى لابداعك بالاستمرار
لقد اختزلتي الروعة والحقيقة في حفنة كلمات بسيطة جداً ، ولقد غرقت بين طيات جمال حرفك و عمق المعنى الذي شعرت به وأنا أستمع لتلك الحنجرة الرائعة اكثر من مرة، رائعة بحق فاطمة دوماً أنتِ كذلك .