في ظل استمرار الحرب على تنظيم الدولة وأستمرار مجريات تلك الحرب العقائدية على “سنة العراق” من تهجير وقصف يومي يذهب ضحيته العشرات من الابرياء وحصار مستمر متعمد, ومع أستمرار من جانب أخر تنظيم الدولة بأستهداف الدول الغربية أخرها تفجير “هجوم سان برناردينو” في الولايات المتحدة الاميركية الذي اقام على أثره “اوباما” مؤتمراً صحفي جاءت تصريحه بعنوان “أوباما: سندمر “داعش” ولن نتورط في حرب برية” الذي هو وقود مقالتنا
مما نصاها التصرحيات تلك على الـCNN:
أكد اوباما أن أمريكا لا يجب أن تتورط في حرب برية ضد “داعش” لأن ذلك هو ما يريده التنظيم حتى يروج لفكرة احتلال أمريكا لأرض أجنبية ويستنزف مواردنا ويقتل جنودنا، موضحا أن الاستراتيجية الحالية تعتمد على الغارات الجوية والقوات الخاصة والعمل مع القوات المحلية على الأرض لهزيمة التنظيم، دون إرسال جيل جديد من الأمريكيين للحرب والموت خارج البلاد لمدة عقد آخر”
ليوضح استيراتجيه في حربه ضد تنظيم الدولة شملت ملاحقة عناصر التنظيم في أي دولة عند الضرورة مع استمرار الغارات على مواقعه في سوريا والعراق، وتقديم التدريب والتجهيز لعشرات آلاف السوريين والعراقيين الذين يحاربون “داعش”، والتعاون مع الحلفاء ومنهم الدول ذات الأغلبية المسلمة لقطع التمويل عن التنظيم ومواجهة أيدولوجيته، والعمل على تأسيس عملية ووضع جدول زمني لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي في سوريا بالتعاون مع الحلفاء ودول مثل روسيا للتركيز على هزيمة داعش”
منذ الانطلاقة الاولى “للسلفية الجهادية” وبناء استيراتيجتها عملت وتعمل على جر “اميركا” الى حرب برية بشتى الطرق والإمكانات, هكذا قالت وأفصحت وخططت كتابات السلفية الجهادية منذ سنوات طويلة من يراجع يجد الكثير, وهكذا يعمل تنظيم الدولة بهذه “الاستيراتجية” وهي جر أميركا ومن يساندها من دول التحالف الى حرب برية سواء في العراق او سوريا, وسبق أن صرح التنظيم عن هذا الهدف جر “اميركا” الى حرب برية في خطابات ورسائل عديدة أخرها بشكل رسمي في رسالة قبل شهرين أصدرها والقاها العدناني قائلاً”أن المعركة تسير كما خططنا لها فقد جرجرناك الى حربين في خرسان والعراق وهذا حرب ثالثة تمدد الى الشام وفيها نهايتك”
اما عن اسباب التي دعت تنظيم الدولة الى الحرص الشديد وجعل جر اميركا والتحالف الدولي الى حرب برية والحكمة والغاية من هكذ عمل وهدف بدلاً من الخوض في أيدلوجيته وحقيقه أدعائه وتفاصيل هدفه… الخ نترك اوباما يوضح تلك الإسباب في تصرحياته في المؤتمر ذاته قائلاً:
“ان أمريكا لا يجب أن تتورط في حرب برية ضد “داعش” لأن ذلك هو ما يريده التنظيم حتى يروج لفكرة احتلال أمريكا لأرض أجنبية ويستنزف مواردنا ويقتل جنودنا”
اذ التدخل الاميركي هو بداية نهاية ومرحلة مصيرية وتهور كبير تخشى أرتكابه ادارة “اوباما” فالجيش الاميركي سبق وأثبت فشله وخسارته في مواجهة الثورات والشعوب المتحله, التي يقوم بأحتلالها فكيف بالتي تحمل عقيدة أسلامية فالعراق وافغانستان شواهد لاتنكر وخاصة اليوم يؤمن التنظيم بأن دخول أميركا والتحالف في حرب برية هو نصراً وبداية مرحلة ومعركة تغير مجريات الكوكب البأس, الا وهي “معركة دابق” التي جاء ذكرها في كتبنا الاسلامية.
عدم وجود إحتلال أميركي بري في المدى المنظور ,وأعني بالمدى المنظور للأسباب عديدة فمع تصرحيات “اوباما” لازال الاحتلال الاميركي حصوله أمراً وارد ومن هذه الأسباب:
1. طبيعة مجريات الحرب على التنظيم: حيث الى اليوم الفشل مستمر وذريع في قضاء التحالف الدولي على الدولة الاسلامية, فالتنظيم اليوم بشكل ما وعسكرياً بات هو المسيطر ومن يخشى منه وليس العكس فالعكس أصبح عما يروج!؟ اذ أستمرار التنظيم بأستيراتجية “الذئاب المنفردة” والقيام بعمليات بحجم “هجمات باريس” وأكثر قد تعجل من جر التحالف الدولي واميركا خاصة الى حرب برية في العراق وسوريا, الأمر مرهون بحجم أسنتزاف وأستفزاز هجمات البغدادي النوعية وتمدده!
2.موقف الادارة الاميركية: الاطراف الاميركية في “البيت الابيض” تعتبر التوقيع على قرار الاحتلال لعنة وتهور كبير, اذ ذكر حرب برية في سوريا والعراق يتبادر للذهن الاميركي “بوش جديد, قتلى بالالاف, خسائر بالمليارات, رعب خوف, شعب ساخط يطالب بأبنائه” بأختصار سيناريو احتلال العراق بنسب ضوئية, فخشية الادارة الاميركية من توقيع قرار أحتلال بري حقيقة ملتمسة وأكثر تلك الاطراف هي أدارة “اوباما” فهي تحاول أن لاتكون جورج بوش الثاني, وخاصة اليوم دخول الحرب وخسارة اميركا فيها تعني بداية نهايتها بشكل أو بأخر, ولهذا يحاول جاهداً “اوباما” أن لايوقع على قرار الإحتلال ولهذا يتحمل أتهامات يوميه يضعف الاداء والتخطيط في القضاء على التنظيم!
اما عن غير اوباما مستعد توقيع وتحمل تتبعات قرار الاحتلال البري هم كثر وحتى من داخل حزب اوباما, اتحدث عن الانتخابات الاميركية المقبلة في السنة القادمة في الثلاثاء من الشهر الثامن الذي يصادف موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية, اذ تصرحيات مرشحي الرئاسة الاميركية حول تنظيم الدولة ومحاربته دعاية اساسية في برامجهم الانتخابية, لكن شكل ومضمون الدعاية مختلف الى حد بيعد, اذ هناك مرشحين تضمنت برامجهم تأئيداً للحرب البرية وأخرى رفضت وحذرت, لذا فالمتوقع في حالة عدم حصول متغيير في النقطة إعلاه مع أستمرار الواقف والفشل الذريع في حرب اميركا على التنظيم؛ فأن الى ذلك الحين ومع أستمرار الواقع بالشكل الحالي فأن الاحتلال البري امكانية حصوله كبيرة!
عودة حول مصير العراق بعد تصرحيات أوباما
المفارقة أن تصريح “ابوسمره” تسبب بأزعاج طرفين الاول تنظيم الدولة كونه؛ تنبأ بأقتراب وتعهد بالاحتلال البري الذي سوف يتمكن من خلاله القضاء على أميركا, والطرف الاخر المضاد هم زمر “الصحوجية والاسبنجية” وسبب الازعاج يكمن بأنهم يتصورن بأنهم بعد عروض العمالة والجهود التي يقومون بها لأميركا سوف تهب لهم قيادة المحافظات السنية هكذا أحلام الصوجية والاسبنجية(الحزب الإسلامي العراق)!
بعيداً عن ثرثرات السنة الجديدة حبلى بالمفأجاة, وبعيداً عن هراء الصحوجية ودعايتهم المملة وبعيداً عن غباء “العفطيه” الفلم أنتهى مؤامرة ولعبة الخ, أن المصير هو ذاته؛ كون النقلة النوعية في المجريات الجارية, تكمن في “أحتلال بري أميركي” أنعدام الاحتلال لاجديد يضاف على الواقع أو المصير هكذا تقول المعطيات وغير هذا اذكارات مفلسه.
اذ اوباما وضح أستيراتجيه كأنه لم يمارسها منذ سنوات وهي عاجزة عن تحقيق هدفها ويوم بعد يوم تثبت فشلها التي عبر عنها قائلاً في المؤتمر إعلاه “ملاحقة عناصر التنظيم في أي دولة عند الضرورة مع استمرار الغارات على مواقعه في سوريا والعراق، وتقديم التدريب والتجهيز لعشرات آلاف السوريين والعراقيين الذين يحاربون داعش …الخ”
حيث هذه السياسة فاشله ومن فشل الى فشل, اليوم أميركا بالرغم من قناعتها التامة بأن عملائها من صحوجية وأسبنجية غير قادرين على القضاء على تنظيم الدولة؛ لكنها تقوم بالتواصل معهم ومحاولة دعمهم وتقديم لهم عروض وتقديم تعهدات مع الاختيار الدقيق في العملاء لكي يكونوا مرتزقتها في حرب وكالة لاتريد خوضها جاهدة, حيث أن الاجتماعات والتحركات لتشكل قيادة سنية موحدة وتعمل على التحرير وقيادة ما يمسى “ما بعد التحرير” بتوافق أقليمي, هي ورقة أخيرة تعمل بها أميركا للحيلولة للنجاة من هذا المأزق, بالرغم من معالم الفشل على هذه السياسة, لكن أمكانيه تحقيقها نجاح أو يقوم بضربة قوية وليست قاضية أتجاة تنظيم الدولة أمر ممكن حصوله في حالة توفرت الضروف والمعطيات التي تساعدهم اما في عدمها فلا جديد أو تغيير مترقب بشأن المصير
-
العم حماديالعم حمادي كاتب ساخر ومحلل سياسي جاد, أكتب في الواقع السني العراقي وهمومه, من ليس معني بالشأن السني العراقي لايفهم ماذا أكتب, والمصاب بداء الانتماء لايسعد بما أكتب.