السودان... المنتصر فيها خاسر.!؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السودان... المنتصر فيها خاسر.!؟

  نشر في 17 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

رؤى الحجاز

فيصل البكري

يعيش "السودان" منذ إستقلاله بتسلسل زمني من الصراع السياسي الداخلي الذي يعتبر معقداً ومركباً للغاية.

فارتباط الأحزاب بحركات دينية مختلفة هو أمر بديهي في تكوين الحياة السياسية في ربوع البلاد قبل وبعد الإستقلال.

إلا أن ذلك الأرث الذي أثقل كاهل الشعب السوداني. سمح لرجال القوات المسلحة بالتدخل في العمل السياسي حتى أصبح المواطن تائهآ بين النظام العسكري المفروض عليهم بقوة السلاح وبين النظام المدني الديمقراطي التائه في أروقة وردهات الجيش.

حيث يمكن رصد بداية علاقة العسكريين على نهج السياسة من خلال الكلية الحربية حينما شاركوا عام ١٩٢٤م. في المظاهرات التي عمّت أرجاء البلاد ضدّ المستعمر الإنجليزي حتى نالوا الإستقلال.

فقد أستمرت علاقة الضباط بالسياسة قائمة حتى يومنا هذا ولم تتغير أهدافهم ومطالبهم للوصول إلى السلطة حتى ولو على جثث الشهداء والأبرياء كما حصل في "مصر" حينما أنقلب الجيش على الديمقراطية والرئيس المنتخب.

لقد أصبح الشعب "السوداني" حائرا أكثر مما مضى لأن الوضع اليوم لم يكن إنقلابآ على السلطة وينتهي بتنصيب الفائز بكرسي الرئاسة.

بل تعد حدوده وأصبح كارثيآ لأن الصراع القائم بين كيانين عسكريين هما الجيش وقوات الدعم السريع مما ينذر بحرب أهلية مدمرة كما حصل عام ١٩٧٥ في لبنان.

فالتوتر في "السودان" برز منذْ مقترح دمج قوات الدعم السريع لصفوف الجيش الوطني،

لكن كلا الطرفين لم يتفقا على إطار زمني أو على مَن يقود الكيانين حال دمجهما معا.

حيث خيم جو من الترقب والقلق في الشارع "السوداني" بعد إحتدام الخلاف بين رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، وبين الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" اللذان يمثلان أبرز كيانين عسكريين في البلاد. هما الجيش وقوات الدعم السريع.

فقد أصدر كل منهما بياناً يبرر فيه تحركاته الأخيرة وتحشيده مركبات وعناصر مسلحة في شوراع البلاد مع وجود قوى إقليمية ودولية تدعم طرف ضد الأخر لتحقيق مصالح تتعدى حدود هذا البلد الذي يعاني من صراعات تعيق إستقرار الحياة السياسية والإقتصادية فيه.

فقد دخلت المواجهات المسلحة بين الطرفين المتنازعان على السلطة يومها الثالث وسط أنباء عن مقتل العديد من المدنيين العزل الذي ليس لهم ناقة ولا جمل سوى العيش في أمن وأمان.

ومع أنني لا أحب الأنظمة العسكرية لأنها أنظمة تربت على الديكتاتورية والكذب والخداع وسرقة المال العام وإفقار الشعوب.

فغالباً ما يتصور "الدكتاتور" بأن له صلة روحية بالله الذي يلهمه ما يجب أن يفعله في توجهاته وتحركاته. أو يتصور نفسه أنه هو "الإله" ولذا يحيط نفسه بهالة من الحصانة والعصمة خوفآ بأن لا يكون مصيره كمصير غيره من الإنقلابيين والله الموفق...



   نشر في 17 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا