ثقافة السوشيال ميديا كيف ستشكل بيوتنا
في فخاخ عناكب المثقفين
نشر في 15 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
غضب مستعر في جوفي من كل شيء ، أسئلة عالقة في رأسي تدرك الإجابة أحيانا و تأبى الرحيل استنكارا لهذه الحملة المنتشرة لتقزيم العقل البشري أو ربما هي وليدة غضب مماثل ، انتشرت لتخدير الألم الإنساني ،أو لعلني أضخم الأمور طبقا لمزاجي !
من الظاهرات المزعجة هشتاغ تزوجيه و تزوجها 😈 👀
و الأغبى و الأبغض منها الهشتاغ المنتشر في مجموعات القراء حيث تعرض القارئة نفسها للخطبة فتعترضك زميلة قديمة و قد نشرت صورا لها رفقة كتاب فلسفي عميق ، أرفقتها بكلمات تهين الباحثات عن الجمال و تختمها بهشتاغ #تزوجيه _يقرأ
-مهلا عزيزتي كلمة بيننا 😉 من وضع لك هذا الكم الهائل من الزينة فوق عينيك اذن، و ما هذا اللون اللذيذ في شفتيك ؟
عذرا أنا لا أقصد الاستهزاء لكني أيضا لم أنسى يوم أهنتي كاتبتي المفضلة و طلبتي مني أن لا أملأ رف الخزانة المشترك في مبيتنا الجامعي ببعض كتب تافهة على حد تعبيرك ...
- طبعا لن ننسى نصيب ذاك الصياد الماهر في ركن الرسائل الخاصة المهملة حيث يطالب فتيات المجموعة واحدة واحدة برابط البي دي اف لكتاب معين. و إن اتبعت تلك الغبية طيبة قلبها الساذج و أجابته. يرميها بشباك كتابه الورقي و يطالبها بجلسة في مقهى لتبادل فكري فخم ، يراقب صفحتها باهتمام و يرمي الطعم بكتابات غزل مخضرم من قبيل " أهديك كتاب و دعيني أقرأ عينيك " أو قصص العشق في المكتبات و الأكيد ، لن ينسى ختم الأمر بهشتاغه المفضل #تزوجها_تقرأ
لابأس ، الامر تافه لا يستدعي تعليقي ! وجب القفز فوق تلك السطحيات من الأمور الا أن الأمر تعدى ذلك الى جلسات النظرة الشرعية حيث بات الاغبياء و الباحثون عن الأبهة الاجتماعية يبدؤون إستمارة أسئلتهم الغبية بكم كتاب قرأتي أو لمن تقرأين؟ ... فجدل عقيم عن تفاهة هذا الأدب أو تقييم لذاك الكاتب و حياته الخاصة دون تطرق لأهم أسس حياتهما المشتركة اليومية
و ما أخال البيوت السعيدة تقوم على ثقافة الإدعاء، إنما في داخل كل منا قلب يبحث عن قلب يؤنسه لحظة وحشته ، يحتويه لحظة ضعفه ، يقبله بغباءه و دماثته قبل ذكائه و روعته ، يتكىء عليه كل ما أغلق الباب دونهما ليستظل بحسن خلقه و وسع عطفه و طيبته بعد اكتوائه من لظى جور الزمان و عدواة الأقارن ...
لربما أطلت في هذا الجزء من مقالي المتواصل الناقد، لأن ما أتوقعه من عقل و حكمة القارىء تجعلني أغضب من نشره هذا الفكر الغاوي اللعوب الذي يعود وباله على المجتمع بأكمله بقدر تزواج هذه الفئة المتعالمة و تكاثرها ، و الله إني لأفضل رجلا بسيطا يجهل أسس الكتابة و القراءة بيدا أن له طيبة قلب تضيء فكره بالتسامح فالعشرة الطيبة و الصيت الحسن مع قدرته الهائلة على الصبر فمجابهة حيل الحياة . فاستقام لسانه بمنطق الواقع و اتسعت روحه لاسعاد شريكته و احتواء تفاهتها الانثوية عن طيب خاطر و قوامة رجل على ذلك المتعالم السافر فكريا ، المنحل أخلاقيا ...
مجرد فضفضة و خواطر ناقدة قسمتها على أجزاء، لا تجمع الكل طبعا 😉.
-
خديجة بوقنةأخصائية اجتماعية ، مؤلفة للمنشور الالكتروني " عروس قلبي "
التعليقات
مقال رائع , بالتوفيق .