وجوب حب الصحابة رضي الله عنهم. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وجوب حب الصحابة رضي الله عنهم.

  نشر في 09 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

لقد كان الناس قبل البعثة النبوية يعيشون في جاهلية ظلماء، منهم من يعبد الحجر و منهم من يعبد الشجر و منهم من يعبد الشمس و القمر و انتشر الشرك و الكفر بالله رب العالمين و تناسى الناس دعوة الأنبياء إلا قلة قليلة من أهل الكتاب قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )[النحل : 36] فبعث الله النبي صلى الله عليه و سلم بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله و موحدا و حنيفا قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا )[الأحزاب : 45] و قال تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )[النحل : 123].

فبدأ عليه الصلاة و السلام بالدعوة إلى الله فآذاه أهل قريش و ضربوه و أرادوا قتله و لكن الله عز وجل سخر لنبيه صلى الله عليه و سلم قوما لينصروه و يساندوه، إنهم الصحابة رضي الله عنهم إنهم المهاجرون الذين دافعوا عليه في مكة ضد قريش إنهم الأنصار الذين آووه و نصروه إنهم الصحابة الذين أسلموا بعد الفتح و جاهدوا معه كما في غزوة تبوك، فلما قاموا بكل هذه التضحيات بالمال و الجهد و الحياة الدنيا رفع الله قدرهم و علاّ ذكرهم و رضي عنهم و جعل محبتهم من الإيمان قال الله تعالى: (  وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )[التوبة : 100] و قال تعالى (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة : 117] و قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[الأنفال : 72] فوصفهم الله بأنهم اتبعوا النبي صلى الله عليه و سلم و بأنه رضي الله عز و جل عنهم و بأنهم جاهدوا بأموالهم و أنفسهم و بأنهم ينصرون الله و ينصر بعضهم بعضا و بأنهم يؤثرون على أنفسهم و لو كان خصاصة كما في الآية.

فقوم كهؤلاء لا يمكن لمؤمن إلا أن يحبهم و يجلهم و ينصرهم و يدافع عنهم و يواليهم و لا يعاديهم أبدا النبي صلى الله عليه و سلم يقول:(اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ ، فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ) رواه ابن حبان في صحيحه و أورده السيوطي في الجامع الكبير و رمز لحسنه و قال الشيخ الراجحي لا بأس بسنده، و يقول النبي عليه الصلاة و السلام:(لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي , فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ) رواه البخاري و مسلم و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.

و قد سلك المؤمنون هذا النهج القويم فعرفوا للصحابة قدرهم فألفوا الكتب في مناقبهم و دعوا العامة إلى موالاتهم و الذب عنهم و الإستغفار لهم عملا بقول الله تعالى:( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر : 10].

و هكذا فعل عامة هذه البلاد الطيبة الجزائر و الأمازيغ منهم خاصة فقد أحبوا الصحابة رضي الله عنهم و دافعوا عنهم و ألف علماؤنا كتب في نصرهم و الرد على من تنقصهم فها هو الإمام الإشبيلي الأندلسي رحمه الله الذي عاش في بجاية و مات فيها يبوّب في كتابه الأحكام الشرعية الكبرى باب حب الأنصار آية من الإيمان و في كتابه الأحكام الوسطى باب في ذكر النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه رضي الله عنهم و ها هو الإمام إبن خلدون الامازيغي يدافع عن الصحابة الكرام و يترضى عنهم و يكفينا أن نسوق قوله في كتابه المقدمة فصل ولاية العهد المجلد الأول في معرض كلامه عن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه لما آثر ابنه يزيد بالعهد قال ابن خلدون: ( و حضور أكابر الصحابة لذلك، و سكوتهم عنه، دليل عن إنتفاء الريب فيه فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة و ليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق فإنهم كلهم أجل من ذلك و عدالتهم مانعة منه ) . فهو رحمه الله أقر بعدالة الصحابة جميعا و أقر بخيريتهم.

فلما رسخت هذه العقيدة في كتب علماء الأمازيغ في القديم و الحديث(ابن باديس) اتبع العامة ذلك النهج الصافي ذلك النهج الطيب المبارك فتراهم يحبون الصحابة و يترضون عنهم و لا تسمع أحدا يسبهم أو يتنقّصم و بلغ حبهم إلى درجة أنهم يسمون أبناءهم بأسماء الصحابة الكرام كعلي و معاوية و عمر و عثمان حتى المساجد أصبحت تسمى بأسماء هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم و هذا عمل جائز و طيب كما ذكر أهل العلم فهكذا كانت الجزائر عامة و الأمازيغ خاصة كلهم مجتمعون على عقيدة واحدة في الصحابة و لكن للأسف الآن نشأت ناشئة صغار جهلة أغمار يريدون هدم كل ما بناه الأئمة الهداة على مر الأزمة و العصور فينشرون المناهج الهدامة كالتشيع و الرفض فنحن ننصح هؤلاء الذين غرر بهم و نقول لهم عودوا إلى رشدكم و توبوا إلى ربكم و لا تهدموا دينكم و ووطنكم و لنعتصم جميعا بما أمرنا الله بكتابه و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[آل عمران : 103] و لا تكونوا كالذين قال الله فيهم (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ)[النجم : 23]

و صلى الله وسلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و أصحابه الطاهرين.

                                                                                                         أبو ذر القصراوي (وريرو سيدعلي)


  • 1

  • أبو ذر
    طالب جامعي سنة أولى ماستر هندسة معمارية و عمران أحب كتابة مقالات خاصة في مجال السياسة و الدين و قد درست الدين و اشتغلت إمام متطرع في عدة مساجد بالجزائر .
   نشر في 09 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا