الأمير الصغير في الجزائر (الجزء الأوّل) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأمير الصغير في الجزائر (الجزء الأوّل)

أنف أعمى.

  نشر في 26 ديسمبر 2015 .

-

ماذا لو زار" البرانس الصغير "الجزائر، هل كان ليمكث كثيراً ؟و مع من كان سيلتقي و ماذا سيفعل، فكرة راودتني فأنست لها... هل هو مجنون كي يأت أم أنا المجنون الّذي دعوته ..؟!.

من حروف الجيم :جوهر ،جمال، جزيرة،جزاء،جبل ثمّ جيل و أشياء أخرى نذكرها في مقال آخر...

في تعبيرات انجليزية يقولون فيها:"أنف أعمى" "Black nose"هل أصبحنا كلّنا كذلك؟ ويقصد بها أن يألف الأنف رائحة معينة خاصة الكريهة منها.

~~~~~~~~~~~~~00000000~~~~~~~0000000~~~~~~~~~~~~

جهلنا على العزف على آلة البيانو ليس عيب أو على أوتار القيتارة كي نضع معزوفة جميلة نخلّدها عبر التاريخ كما فعل "باخ" أو بيتهوفن"؛ أن لا نعرف قواعد لعبة التنس أو "البادمينتون" و تقنيـــات الجري في مائة متر أو ألف لن يقلّل من شأننا المرّة و لكن أن تتعلّم أشياء ثمّ تنساها أو لا تطبّقها في حياتنا اليومية ذلك يعتبر غباء أو "جهل أعمى" كأن تسير في الطريق السريع عكس اتّجاه السيارات وانت تحسن السياقة أو تسبح في منطقة مليئة بالقروش و أنت تتقن فنّ السباحة....

غريبة تلك الاحداث الّتي تقع في بلادنا و في بلاد كلّ العالم، أن نسير نحو مجهول لا نعرف نهاية الطريق و لكننا رغم ذلك نظلّ نسير برغم اشارات الطبيعة الّتي تصرخ علينا كي نتوقّف ونغيّر المسار، ثم يتحدّث بعضهم و يقول أنّ صورة اليوم في متحف الحياة ليست سوى مجرّد سرعة سير أخلاقي نحو أفاق جديدة يعيشونها و ليس لنا أن نقف أمامهم و لكلّ جيل رقصاته و موسيقاه و تسريحات شعره و أفكاره، و لكنّ يأسفني أن أقول أنّ حركة السير لا تتجه الى أفاق جديدة بل الى مغارات مظلمة.

حين ندرس ظاهرة اجتماعية في زمن معيّن لابدّ أن نعرف أسباب ظهورها و سلبياتها على أخلاق المجتمع و تقدّمه و مواكبته للمجتمعات البشرية الأخرى...فنقل اذن اسمع ما شئت و ارقص مثل القردة و المجانين و لكن لا تعش في بيئة الخنازير و تجعل شوارع المدينة مثل اسطبلات الحمير و البغال و البقر و الماعز، المضحك في هذا أنّ روث الحيوانات نستعمله في استصلاح التربة و لكن ماذا نفعل بقارورات "البيرة و الماء أو أي مشروبات" و أكياس البلاستيك التّي تنبت مثل ورق الاشجار ؟ لماذا لا يجرّب أحدهم أن يرمي كل شيء في بيته دون أن ينظّف شيء و يسأل أي واحد من الناس أن يترك قذراته أمام بابه،جرّب ذلك مدّة ثلاثة ايام فقط و ستتغيّر نظرتك للأشياء تماما، ثمّ أكثر من ذلك حاول فقط أن تنزل منزلة الأغبياء جالسهم، صاحبهم ناقشهم و تقبّل كلّ افكارهم دون تعليق و لا تقرأ كتاب و لا تتفرّج على أفلام وثائقية و لا تحضر دروس علمية و لا تقرأ مجلات فكرية أو أدبية مدّة عام فقط...!

في أحد الايام و أنــا أدرّس بالجامعة ذكرت شيئا مهمّة لطلبة العلوم السياسية" في البدء كانوا يحسبونني أنني جئت من كوكب آخر..." أنّ التخرج و نيل شهادة ليسانس لا يكفي وحده كي تكون فردا فعاّلا في المجتمع... هنالك اشياء بسيطة لا نلقي لها بالاً و لكنّها ان تكررت ستصبح كارثة على الناس، أن ترمي بغلاف حبّة الحلوى في القسم أو اي ورق و أن تترك طاولتك معوجّة و الكرسي الدراسي كأنّك خرجت من حانة و أنت فاقد لوعيك. اذا وقفت وقفة طائر الملك الحزين" البرارج بلغتنا العمية في الغرب الجزائري" و تترك أثار رجلك في أروقة الحرم الجامعي...

أجل أن تفهم معنى كلمة الحرم الجامعي و لا تفعل أشياءا قد تحرمك من أجر حجّك الفكري، فتدنيسك للمكان بأي شكل من الأشكال لن يرفعك الى مصفّ المؤمن الخيّر الّذي تسعى كلّ البشرية أن ترى نموذجا منه ينقذها من صراعات و صدمات النرجسية الصماء، حيث ان قلت لأحدهم أو نصحته بشيء يرى فيك التخلّف أو التعصّب،و يقول لك:" واش دخلك؟ رزقك؟ رزق بباك؟"قويدر الموسّخ الّذي ضحكنا عليه و لم نفهم مغزى الاشهار...

المهم ، كمـــا قال احد الأساتذة لم تصبح الجامعة تخرج منها دفعات تبني مستقبل الجزائر بل اصبح نرى تخرّج نساء و رجال لا و لن يصنعو لنا شيئا و لن يؤلّفوا لنا كتاباً... مع أنني أستثني القلّة القليلة الّتي تحاول بأخلاقها العالية و دأبها في أن تجد نورا في هذه الظلمات...

لم يسأل أحد منّا ماهي الأسباب التي جعلتنا أعداءاً لمستقبلنا و أننا نثقب سفينة النجاة كلّ مرّة و نعاند بفكر حقير انّ هذه هي ثقافتنــــا و مبادئنا و أننا نتحرّر من افكار بالية صنعها الدّين و تقاليد أجداد ماتوا و لم يورّثوا لنا ديناراً و لا أفكار؛ سفينة يقودها سفيه لا يعرف شمسا من قمر و بوصلته تشير الى طريق الجحيم فلا هو يحسن الحساب و معنى التغيّير، لا يحسن كتابة لغة أهل الجنّة و لا  و ينصهر بتقاليد غربية و كلمات لا معنى لها تشوّه لباقة الحوار، فأصبح الولد أو البنت يتداولها أمام الجميع دون حياء...

في بعض الكتابات لأحد الكتّاب الّذي يحاول أن يفهم النّاس قيمة الطبيعة و التوازن البيئي الّذي يسعى الانسان في تدميره دون أن يدري يقول فيها:

( إننا لا نرث الأرض من أجدادنا بل نقترضها من أبناءنا ) . و هو الكاتب الّذي رأى الأرض طوال حياته من السماء في الأعالي مثل علوّ فكره."أنطوان دو سانت-أكزوبيري " كاتب قصة الأمير الصغير.

في القديم كان والدي و أعمامي و جيل الاستقلال يقرؤون للأدب الفرنسي و الفكر الفرنسي و الروسي و الأمريكي،أنتهت الحرب مع من يكنّون العداء للوطن و لكن لم يكن هناك أبدا عداء فكريّ بين البلدان، كان منذ زمن بعيد تبادل حضاري و علميّ و تجاري، حين كان الإنسان يسمو بأخلاقه و يسعى كي يكتشف العالم عبر طريق الحرير و عبر فتوحات اسلامية الّتي ارادت أن تري العالم سماحة الاسلام ... و لكنّه الآن نظرته للأشياء تغيّرت تماما، تماما في كلّ شيء، في الفن بفنونه السبع في احتكاره للاشياء الّتي تجعل منه كائن حي يختلف عن الحيوان، في طريقة لبسه الحضاري العاري أو ..... دعنا لا نتلفّظ بكلمات بديئة فسفاهة الكلام لمن لهم دنوّ الحجج و الفهم و النقاش العقيم....بعدما اصبح جلّ همّه هو أن يرث ثروة المال و القصور و ليس ثروة القناعة و الفهم و العلم و الحكمة.

حاولت أن افسّر معنى أن يعيش الانسان على حسب لذّاته و على حسب ايقاع أفكاره، فهل كلّ النغمات الّتي تصدر من روحه جميلة حقّاً؟ أم أنّها تحتاح الى من يوجّهها و يصححها ’ و الى ابداع و ايحاءات من الطبيعة الأمّ، و الى قوانين و أحكام ربانية تجعل منه عبدا يفهم الحياة......

يتبع

عبد الحميد.و/يوميات مهاجر في الشمال الفكري، عفوا الأمريكي


  • 1

   نشر في 26 ديسمبر 2015 .

التعليقات

خديجة منذ 8 سنة
حلّقت بي في سماء الإبداع و أطربت مسمعي ..خاصّة و أنا أقرأ لك وسط موسيقى فيروز الحالمة..حلمتُ بجزائر أفضل ..و شباب أوعى و أنضج ..مثلك يا عبد الحميد..أرض الجزائر تشدّنا مهما ابتعدنا و حُبّنا لها لن يفنى ..و يا حبّذا لو جفّف أبناؤها دموعها و سقوها بإخلاصهم و تميّزهم لتتفتّح من جديد..مقال رائع..
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا