أيها المحتلون انهزموا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أيها المحتلون انهزموا

هيام فؤاد ضمرة

  نشر في 21 ماي 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

أيها المحتلون انهزموا

هيام فؤاد ضمرة

21/5/2021م

يا أبناء الطينة الأنقى والأصدق.. يا أبناء الأتقياء.. طينة أهل البطولة والرجولة الشرفاء، الذين يخزنون الزمن ليوم البهاء.. حين يتحدث فيهم النضال لا يهمهم حينها حجم ما يسيل من دماء، لا يهمهم إن نشأوا باليتم انتهاء .. يا من رصفتم طريق التحرير بأجساد الشهداء.. يا من يحاسبنا مقاتليكم في غزة العزة أن لم ينالوا بعد لقب الشهداء الأمناء.. الله أكبر.. سيظل تكبيرنا قائما ما دامت الأمانة بأيديكم حتى يتحقق النصر، بتطهير الأرض من المحتلين التعساء، الذين أحضرتهم أقدارهم لتطحنهم ثورة المنتصرين بقوة الساعد والعقل الجبار، أهل الحق الذين ظننتموهم جهلاً بأنهم النيام الضعفاء..

فيا أيها المغترين التعساء، يا من غُرِرَ بكم وأحضروكم لبلادنا لتمارسوا طبع العنصرية والإجرام، حالمين بما توهمتموه أرض الميعاد، ولا تدرون أن الميعاد لكم انتهاء، جئتم تحت وعد أنهم سيأمنون لكم وطناً وحياة أمن ورغد، رغما عن كل الفلسطينيين أصحاب الأرض العظماء،

فماذا أنتم فاعلون الآن، بعد أن عرفتم أن هذا الشعب كل يوم تتبدل بهم الأشياء، وأنهم لا ينسون الظلم ومرتكبوه، ومن أتوهم يوما عمال نظافة ليتسللوا في ثنايا حياتهم منتهكين حرمة من أستضافهم، وليضربوا بسنان غدرهم اللئيم، ليسرقوا الوطن والتراث والتاريخ، ويشوهوا وجه الإنسانية فوق هذه البطحاء.

فلتعلموا أنكم بتلبيتكم الدعوة المزيفة قد وقعتم في فخ المصيدة لأكذوبة لا أصل لها ولا احتواء، ولن تعيش بينكم أساطيركم طويلا، فسيأتيكم السيل العرم ويجرفكم نحو الموت المحقق، كما هو بالعادة مصير العنصريين من اللصوص اللؤماء الغرماء، فاقبضوا على أطراف أثوابكم بين أسنانكم، وانهزموا كانهزام الفئران أمام الطوفان، فالموج العاتي سيأتيكم هادرا، والموج سيقتنصكم وسيبتلعكم في جوف الغياب، في وقت لن ينفعكم فيه الندم، ولن ترحمكم فلول الأبطال الذين أنفوا عداءكم وغدركم وظلمكم، ولن يكون هناك أمامكم وقت للانهزام،

انهزموا وافلتوا بأرواحكم، فالفرصة ما زالت مواتية أمامكم، فأوطانكم الحقيقية تنتظركم، وستحتضنكم كما احتضنتكم كل تلك القرون.. اهربوا بأرواحكم فالحياة تستحق أن تحيوها بعيدا عن فلسطين، وسنمنحكم أمنكم الكافي بالوقت الحالي لترحلوا بسلام. ولا تلتفتوا أبداً للوراء، وسيكون أفضل لكم لو عدتم لبلاد الخزر بلادكم الأصلية في آسيا الصغرى

انهزموا وتحرروا من أساطيركم الغبية، إخلعوها عن جلودكم قبل أن تحرقكم من جديد، فلن تعدم الدنيا ممن ضاجت بهم أرواحهم منكم ومن سوء أفعالكم، فهتلر جديد قد يخرج إليكم ذات يوم من تحت التراب الألماني وينسلكم من ثوب الحياة، اهربوا سريعا لا تنتظروهم ليخدروكم بأكاذيبهم وألاعيبهم، فقد حرقوا كل الأوراق التي ممكن أن تجعلكم تتعايشون معنا في بلادنا بعد أن أصبحتم الأعداء القتلة لأبريائنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا، بعد أن حرقتم أرضنا وجرفتم تربتنا واقتلعتم شجرنا، فكل شيء في فلسطين ما عاد يحتملكم لا حجر ولا شجر ولا بشر، ولا عاد لكم أملا بالوجود بين شعوب العرب.

انهزموا وانفذوا بأرواحكم، حتى باطن أرضنا ستلفظكم ولن تكون لكم بعد هذا اليوم بعد التحرير قبور، فالوطن ليس وطنكم وباطنه لا يريدكم فيه كما سطح أرضه، فاهربوا بأثركم الباقي، واستغلوا الحياة لتحيوها وتتمتعوا بجمالياتها، اهربوا إلى خارج فلسطين فلن تجدوا لاحقا من يحرسكم ومن يحميكم، ستجدون أنفسكم وجها لوجه أمام شعب طينته ليست كطينة أي شعب، وكل جيل سيأتي بقادم الأيام سيكون أكثر قوة، وأعظم شجاعة وقدرة على الصمود والنضال، وأعظم ذكاء في اختراع أدوات القتال والنضال، لا تنتظروا كثيرا فالوقت يسرقكم، وقياداتكم تريدكم وقود حلمها لا غير.

انهزما الآن وليس غداً، لأن الفرصة الآن مواتية، ولأن الفرصة مستديرة كالكرة إن تدحرجت بعيدا عنكم، أبدا لن تصلوها ولن تلتقطوها، فستضيع الفرصة وتضيعون بأعقابها، فالتقطوا كرة نجاتكم سريعاً وفارقوا وطن الجبابرة الأقوياء الذين لا يهابون الموت، بل إنهم يستدعونه، ويعانقونه بشوق عجيب في سبيل الحق والوطن والحرية، فالموت عندهم له طعم مختلف عن طعم الموت عند غيرهم، له طعم حلاوة لا تبور ولا تفنى، مذاقها ليس كأي شهد، لهذا فشهداءهم دوما يبتسمون

انهزموا ولا تكونوا أغبياء تغرنكم المظاهر الخداعة، فالدولة المحتلة دولة هشة دوماً، تعتمد على زرع القناعات المزيفة بجملة أكاذيب واحتيالات ومسرحيات، انهزموا قبل أن تتحول كل الجدران حولكم إلى حائط مبكى تطرقون به رؤوسكم ندما وحسرة، انهزموا قبل أن يتحول الهواء حولكم إلى نيران تحرق وجوهكم وتصليكم نارا لتقدمكم شواءا للخنازير السارحة بالخلاء.

انهزموا فهذا الشعب يولد من رحم الصخر تغذيه الأرض والشمس والهواء، ، بيده مشعلا مضاء يستطلع من خلالة هدى البقاء، وباليد الأخرى غصن يزرعه في تربة السلام، لكنه إذا ما استنفز وثار تهز صرخته أعتى الجبال وتزلزل الأرض وما عليها ماد، فانهزموا من بلادهم واهجروا وطنهم، فوطن الفلسطينيين مسكون بأرواحهم إذا ما انتهب منهم تحولوا إلى بركان من نار.


  • 2

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 21 ماي 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 3 سنة
دافئة جدا فكرة أن يكسر الحر كل حواجز الخوف لأجل هدف سام "الدفاع عن الأرض والعرض"، والادفأ من هذا أن يشرب نخب الصمت بالعمل في ظل ثرثرة عقيمة من هنا وهناك، راكضا وراء شوقه لنيل الشهادة محتسبا اجره عن مولاه..هذا هو الحر الفلسطيني.
الف تحية إكبار وإجلال لقلمك الحر
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا