(دونالد ترامب أصبح للتو المرشح الجمهوري. فلنساهم معا الآن لضمان ألا تطأ قدماه أبدا المكتب البيضاوي) هكذا صرحت كلينتون عندما حصل ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية والذي بشر بحقبة جديدة قوامها سلسلة من التغييرات الواسعة على الصعيدين المحلي والدولي ومن أهم تصريحاته ابان حملته الانتخابية بشأن الهجرة والأقليات المسلمة والافريقية واللاتينية وموقفه الرافض من اتفاقية الملف النووي الايراني وعزمه على انشاء جدار عازل حدودي مع المكسيك وتصريحاته ضد الناتو أنه حلف عفا عليه الزمن وكلفته باهظة على بلاده وأنه لافائدة منه ، وكانت أشد تصريحاته أنه دعا الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة ومع كل هذه الأراء والتصريحات الا أنه الآن موجوداً داخل البيت الأبيض بفعل خطاباته الشعبوية والذي حملت شعار لنجعل امريكا عظيمة مرة أخرى ومن المعلوم أن رجل أعمال ناجح مثلا ترامب سوف تكون خطاباته موجهة الى الطبقة العمالية والاقتصاد بشكل أكبر وهذه من أهم أسباب فوزه في الانتخابات ، والذي خدعنا الاعلام العالمي وخاصة الاعلام العربي انه أحمق تافه لا يستحق الوصول الى سدة الرئاسة ، فالمواطن الأمريكي كأي مواطن ينساق وراء مصلحته الشخصية ويرى من الأفضل بالنسبة له ومن خلال حملة ترامب وجد أنه الأفضل له من الناحية الاقتصادية ولا يهمه الاراء العنصرية للشخصية المرشحة بقدر أنه سيحقق له شعار أمريكا أولأ.

فلننظر الى اصدار قرار منع دخول مواطني الدول الاسلامية مثل: ايران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال من دخول الولايات المتحدة الذي أثار ضجة عالمية على وسائل الاعلام خرجت له مظاهرات في عدد من الشوارع والمطارات الأمريكية منددة بمثل هذا النوع من القرارات العنصرية الفاضحة من وجهة نظرهم لكن قبل أن نرمي سهام اتهامنا عليه ، أولاً: القرار لم يشمل الدول الاسلامية عموماً أو حتى المسلمين من دول غير اسلامية بل بعض الدول العربية التي تعاني من الحروب فمثلاً لم يمنع المسلمين من اندونيسيا أو الهند أو تركيا باستثناء ايران الذي سوف بتعامل معها بشدة كما صرح في حملته الانتخابية ولم يمنع العرب من دول كمصر وتونس وموريتانيا ، ثانياً: القرار حدد في فترة الرئيس السابق أوباما في اطار مكافحة الارهاب عام 2015م بتقييد السفر من هذه الدول ولكن لم يمنع بتاتاً ، ثالثاً: لنرى هذا الموضوع من زاوية أخرى أليس من حق أي دولة أن تمنع مواطنين من دول أخرى من دخول البلاد ؟ لماذا لا نرى أن للولايات المتحدة لها هذا الحق هل لأنها رفعت شعار أرض الأحلام وشعار ملجأ للمهاجرين وأنها دولة قامت على المهاجرين والمستعمرين ،رابعاً ألا يوجد دول عربية تمنع استقبال جنسيات معينة من دخول البلاد (ولا على راسهم ريشة) وما أكثر الفواصل ونقاط الوقوف و علامات التعجب بين حدود الدول العربية.

مشكلة ترامب أنه صريح في ارائه وقرارته ولم يمارس السياسة من قبل على عكس سلفه من الرؤوساء وهذا مما يجعله في مرمى هدف المنتقدين والمعارضين ، هو انسان يعشق (الشو الاعلامي) لذا سوف نرى مزيداً من الأعاجيب في فترته الرئاسية .