إذا لم تكن تستحي فالعن ما شئت - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إذا لم تكن تستحي فالعن ما شئت

  نشر في 21 يونيو 2017 .

إذا لم تكن تستحي فالعن من شئت أو ما شئت، فقد وصلنا إلى زمن أصبح التطاول فيه على الله، والديانات والرموز الدينية كافة على حد سواء أمراً مستساغاً للكثيرين، ظناً من البعض أن الاستهزاء بتعاليم الدين أو تسفيه بعض مما جاء في الكتب السماوية هو أمر مثير للجدل الإيجابي، ودليل على التحرر والثقافة اللامحدودة.

لكن كرأي شخصي لا أظن أن التطاول والاستهزاء الغير اللائق بتعاليم الأنبياء والرسل والكتب السماوية هو أمر متعلق بالثقافة إنما ينم عن جهل وسطحية المتعامل، وإن كنت لا أقف ضد من يضعون أنفسهم ببوتقة الإلحاد، فهذا اعتقاد شخصي بحت، إلا أنني لا أرى جدوى معبر أو محترم من كون تحول الإلحاد من فكرة لها تعاليمها وأسسها، إلى مدرسة استهزاء واستخفاف بإله يؤمن به أعداد بشرية تفوق التصور.

وبغض النظر عن معتقداتي الدينية وديانتي وانتمائي الديني فإنني أرى أنه من غير اللائق ولا المحترم ولا المعبر الاستخفاف بالدين، ولعن ما جاء في الكتب المقدسة، وتحويل الآيات والسور المذكورة في الكتب المقدسة إلى ترهات ونكت لا تمت للأخلاق ولا الثقافة بأي صلة.

وأن سياسة القطيع المتبعة في استخدام الآيات القرآنية كدليل على ما يحبذ البعض نشره عن الدين الإسلامي هي سياسة موجهة للعقول السطحية والفارغة، وكذلك طرح التساؤلات التي تخفي في طياتها استهزاء، هي تساؤلات غير منطقية وغير قابلة للجدال.

أما عن كون البرامج التلفزيونية المسيسة بهدف عرض فئات شاذة من البشر الذين يقومون بتحوير الديانات وما جاء فيها، فهنا العتب لا يقع على الإعداد بل على عقول المشاهدين الذين ينساقون خلف ما تهواه عقولهم الفارغة.

وأما عن فكرة أن الإلحاد هو موضة تجعل منك شخص يبدو مميزاً، فحبذا لو تعلم بأن استخدام الديانات كوسيلة للتعالي وفرض الأفكار المريضة فإنما هي وسيلة فاشلة باميتاز، وأود لو أكرر بأنه من لا يستحي فهو من سيسخدم هذه الوسائل الشاذة في طرح أفكاره المستوردة.

وأن أي شخص هو فعلاً يحمل فكر يستحق احترامه فهو لن يلجأ لوسيلة الاستهزاء والاستخفاف، وكذلك لن يتجرأ على وضع نفسه في موقف يجعل منك عرضة للكثير من الانتقادات الجارحة، ويفتح أبواب لا نهاية لها من الحروب الطائفية الأهلية.

ونهاية حبذا لو نتذكر بأن حس الدعابة، والكوميديا، والفكرة التي تستحق فعلاً أن يؤمن بها أو أن تكون موضع جدل ونقاش ستكون فكرة بعيدة كل البعد عن سطحية وسذاجة المساس بالمصحف المقدس، وأي رمز تابع أو منتمي لأي دين كان على حد سواء.



  • 9

   نشر في 21 يونيو 2017 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 6 سنة
( وإن كنت لا أقف ضد من يضعون أنفسهم ببوتقة الإلحاد، فهذا اعتقاد شخصي بحت، إلا أنني لا أرى جدوى معبر أو محترم من كون تحول الإلحاد من فكرة لها تعاليمها وأسسها، إلى مدرسة استهزاء واستخفاف بإله يؤمن به أعداد بشرية تفوق التصور ).

من حق الجميع أن يعتقدوا كيفما شاءوا لكن المشكله أن الملحد يستهزيء بمعتقدات غيره فيكون الواحد منا غير قادر علي احترام حريته في العقيده
0
Abdou Abdelgawad منذ 7 سنة
مقال جيد ولكن لماذا ( تكن تستحى ) كل التوفيق
0
( كرأي شخصي لا أظن أن التطاول والاستهزاء الغير اللائق بتعاليم الأنبياء والرسل والكتب السماوية هو أمر متعلق بالثقافة إنما ينم عن جهل وسطحية المتعامل)

رائعة ريم ،اعجبني مقالك وكلماتك ،أتمنى لك التوفيق
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا