قائمة الدماء
تركت جثتها في غرفة النوم مُحاطة بدماءها الخبيثة وتهيأت للذهاب إلى العمل..
نشر في 02 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
أنا أعمل موظف في أحد البنوك في وسط المدينة واليوم هو أخر أيامي في هذا البنك. .ركبت سيارتي السوداء التي أعشقها، وألقيت برأسي على كرسي القيادة..
تذكرت صوتها وصراخها المزعج وهي تتوسل إلي أن أتركها ، لقد تأخرتي يا عزيزتي في توسلاتك وانتهى دورك في هذه الحياة ..لا تحزني لموتك فقد منحتك شرف أن تكوني الأولى على قائمتي..فأنت تستحقين هذا الترتيب
وصلت بسيارتي أمام البنك، وأخرجت ورقة الاستقالة من حقيبتي الجلدية السوداء
ولجت إلى البنك قاصداً مكتب المدير، متجاهلاً تحية زملائي وابتساماتهم المصطنعة الباهتة، طرقت باب مديري السمين الوقح، الذي يعامل كل الموظفين باستعلاء وتكبر، رجل يبلغ الستين من عمره ولم ينتهي بعد عن ملاطفة نساء البنك ومراقبة أجسادهن
طرقت باب مكتبه، فجاءني الإذن بالدخول إليه، ألقيت عليه التحية ووضعت أمامه الإستقالة، نظر إلى الورقة في صمت ثم أخذ يحدق في عيني وأخرج القلم من جيب قميصه، ومضى على الاستقالة بالموافقة، أستاذنت وخرجت من مكتبه على الفور
وأنا أتنفس الصعداء فهذا المكتب من أكثر الأماكن كرهاً في قلبي ..
خرجت من باب البنك متوجهاً إلى السيارة، ليستوقفني متسول عجوز يطلب المال باستعطاف ، نظرت إليه باشمئزاز وأزحته بعيداً عن باب السيارة، إستقليت سيارتي متوجهاً إلى شقتي بالمعادي كم أكره هذا الطريق الذي أمر به يومياً من البنك إلى المنزل، زحام وأشخاص حمقى يمرون مسرعين من أمام السيارات ، لطالما تمنيت أن أدهس أحدهم وأهرب سريعاً، أخرجت قائمتي من الحقيبة ، شطبت إسمها من أعلى القائمة، لقد إنتهيت منك أخيراً يا سمر والآن جاء دوره ، شعرت أثناء قتلك بشعور لذيذ شعور لم تمنحني إياه المخدرات و الكحول ، كانت لحظة رائعة وأنا أرى الدماء تنفجر من رأسك، رأسك الغبي الذي يحتوي على كم كبير من الأفكار المريضة والمقرفة، لم يتبقى الآن سوى اخفاء جسدك في أحد الأماكن البعيدة المهجورة، تباً لكِ ترهقينني حتى بعد التخلص منكِ ، توقفت بسيارتي أمام العمارة التي أسكن فيها، وقبل أن أخرج من السيارة أخرجت صورته من حقيبتي أتأمل وجهه..سأفتقدك يا صديقي....
يُتبع
التعليقات
رائع . لو كان ما تكتبه فلما سينمائيا سيصبح أكثر روعة .
بالنسبة لمضمون القصة ؛ فهي قصة مخيفة ! مليئة بالحقد والكراهية ! ،
دام قلمك ``