يوم من ذاكرتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوم من ذاكرتي

اشياء تأتي فجأة ثم ترحل فجأة .. أين نحن بينها ؟

  نشر في 28 ديسمبر 2015 .

يومها كنت في غرفة متواضعه امامي التلفاز وعن يميني الهاتف وشبكة الواي فاي قوية وعلب ماء وبجانبها مناديل ورقية وبجانبها باب يؤدي إلى غرفة الإستحمام امام الباب مباشرة المنفذ للخروج من هذه الغرفة الصغيرة المكتضة بالإثاث ، فالسرير كبير والخزانة واسعة والجدران لها نفس لون البن ولي شوق لهذا اللون لأنه يحمل أنغامي المرتلة كلما ارتشفت شيئا منها ، لكن الجدران أشعرتني كأنني في مكان ضيق فأبحث عن اتساع . 

فتحت اللابتوب الأبيض فأرسل للجدران ضوءا خافتا أضاف لي خوف مؤقت ، بدأت أفتح المواقع التي توفر السكن باسعار مناسبة ، انني احتاج للسكن مع الطالبات ، وهكذا جمعت الكثير من الأرقام صفحتين في مسودتي وأغلقت اللابتوب وبدأت برقم كان يتوسط القائمة لقد استرحت لهذا الرقم منذ البداية .. اتصلت بالرقم من أول رنه سمعت صوتا يرسل لي الأمل هللو 

هلو 

باللغة الملاوية 

هل يمكنني أن اجد لديكم سكن 

بالطبع 

هل ممكن اعطائي العنوان بالضبط 

نعم . عندك واتس اب 

نعم موجود 

سأرسل لك العنوان عبر الواتس 

اوك 

اوك باي 

أقفلت دفتر الأرقام وقررت الذهاب مباشرة ، وحين وصلت لم اعرف تحديدا أين أنا ..اتصلت بها حتى الآن أنا لا أعرف ما اسمها ، الو  

نعم 

وصلتي 

نعم أنا الآن دخلت للمول وأنا أنتظرك في المدخل 

اوك . انا قادمة الان 

مرت دقيقة  دقيقتين صمعت صوتا يخبرني هل انتي التي اتصلتي ؟ اه نعم انا . مرحبا . سلمت عليها كانت جميلة الشكل والروح وعيناها الواسعتان التي تحمل لون البحر كانتا تخبئان سرا لامعا أدركته لاحقا ، صعدنا بالمصعد إلى الدور السابع كانت شقة جميلة وبها كل المستلزمات غسالة الكترونية وثلاجة مكيفة ومن الشقق الحديثة وأجمل مافي الأمر أننا نحن أول من سيسكنها بعد التشطيب ، شقة جديدة وسعرها ناسبني  . ولها نوافذ واسعة تطل على بحيرة محاطة بالأشجار غاية الجمال من صنع المبدع سبحانه  استاذنتها للذهاب لإحضار حقيبة سفري واستلم غرفتي بنفس اليوم واستلمت مني مقدم شهر وكانت تريد لشهرين ولم اوافق .

عدت للغرفتي التي لها لون الكاكاو وودعتها مبتسمة ولملمت اغراضي المبعثرة في سطح السرير وبجانب المرآة . مرات كثيرة اكون فوضوية ، خرجت واستاجرت التاكسي متوجهه لنفس العنوان واستلمت غرفتي . وتعرفت على الخمس البنات اللاتي يشاركنني بالشقة ، كل واحدة ألطف من ألآخرى . 

لكن شهد كانت علم غريب وكيان مختلف وغموض يترك بصمة للتساؤل وكذبة تنتمي نحو الإحتراف ودمعة صادقة وجنون غلفه الحزن وأمنيات كسرها القدر فلم تصبر .

تقاسمت واياها نفس الغرفة بل ونفس الخزانة وعشنا بسلام ، خرجنا كثيرا واستمتعنا بالبحيرات القريبة والأنهار وأخذتني للنهر البني وأدخلتني الجامعة وعرفتني على المحطات والطرقات وذات يوم .. اليوم الأخير اخبرتني أن نذهب معا  قالت : ستأتين معي أم مثل الجميع .. قلت لها نهم آتية .. ذهبنا الى مكان مليئ بالأثاث .. وعرفت انها تريد أن تسد نقص الغرف الفاضية في أحد الشقق لتأجيرها انتظرتها لساعات  ثم تركتها وبقيت أتصفح الطبيعة لأن فيها هداتي وبعد وقت لمحتها تبحث عني فنهضت سريعا متجهة إليها وأمسكت بيدي بطريقة آلمتني .. وقلت لها ماذا بك ؟ كانت شاردة تماما ولأول مرة اراها بهذا الشكل من الشرود .

وكانت نسيت قطعة اثاث فقلت لها شهد أنتي نسيتي القطعة وهم لم يحضروها .. كانت لا تسمعني لكنها كانت تنظر إلي تماما . واعدت عليها العبارة مرات , فردت علي ليحملوها معهم الى القبر  يتحملوا وسيحاسبوا . كنت اظن انها مباشرة ستتجه لطلب قطعة الاثاث وهذا الطبيعي خصوصا أن نحن مازلنا هناك لم نخرج بعد , مشينا كانت مسرعة جدا جدا وانا في الأصل بطيئة خصوصا أن وزني زائد . كانت تجرني وتقول اسرعي البنات ينتظروني . وكان جوالها مذ البداية معي ولم تتوقف الرنات من احداهن في المسكن  ، وصلنا وهي توجهت إلى بيت احد صديقاتها مع اختها التي كانت تنتظرها في الأسفل كانت الساعة الثامنة مساءا , قلت لها سأذهب لأستريح . وصلت وقد جهزت م . الشاي وبقينا نحن الثلاث نتبادل اطراف الحديث ونضحك  م. وت . وأنا .. وبقلبي خوف لا يلتئم . ذهبت شهد مع اختها وصديقتها لكنها تأخرت .. وموعد عوتها قبل ساعة ونحن الان في الساعة العاشرة ، مازلنا نتسلى بأحاديث من هنا وهناك ، رن جوال م. التي بجواري  وقفت فجاة صرخت .. وأنا أسألها ماذا بك ماذا بك ؟!! لكنها لا تجيب ركضت نحو الخارج ، وقفت لالحق بها لكنها اختفت عدت وبقيت مع ت. نتسائل كلانا عما يحدث !!

عادت م . من الخارج وسألتها ماذا هناك لكنها صامتة وهناك مياة كثيرة تتساقط من عيناها وأنا وت نسألها بشعف عما يحدث ؟ وقالت لنا  أخيرا شهد ماتت ....

ماذا تقولين ؟ قولي شيئاً آخر !! أنا كنت معها قبل ساعتين وكانت بصحة جيدة . قاطعتني ولكننها انتحرت !!!!

انتحرت كيف ولماذا ؟ شهد قوية لا تنتحر كنت معها قبل ساعات قليلة كيف كان ذلك ؟

تشاجرت مع اختها وصديقتها وفتحت الشبك ذو النوافذ الواسعة ورمت نفسها من الطابق الحادي عشر .

فقلت لها جازمة .. لا تصدقي شهد تكذب لم تموت .



  • 1

   نشر في 28 ديسمبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا