وقضى الاحتلال ألا يخرجوا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وقضى الاحتلال ألا يخرجوا

وقضى الاحتلال ألا يخرجوا

  نشر في 20 أبريل 2017 .

أحدثكم عن أناس لم يروا الأحبة منذ زمن بعيد ، أناس أسرتهم الجدران والزنازين بفعل الحاقدين فاقدي الحرية .

" إنهم الأسرى الذين مل الأسر منهم "

فهذا شاب لم يكمل العشرين بل لم ينهي طفولته القانونية حسب قوانين البشر أكمل العشرين والثلاثين وما بعدهما في الزنازين التي لا تتمتع بمقومات الحياة الكريمة ، الزنازين الضيقة المساحة الواسعة الأمل ، أمل بنسمة هواء بطعم الحرية ، أمل بالصلاة بالقدس ، والتجول في بيت لحم ، أمل ببضع خطوات مع الأحبة على شواطئ بحر غزة .

فتيات وشباب وأطفال تم اختطافهم من بين أجمل أيامهم ليقضوها في الأسر بعيدا عن أُسرهم وذويهم وأحلامهم التي لم يكملوا رسمها في خيالهم .

" تم اعتقال فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة "

هذا الخبر الذي يذاع في كل نشرة أخبار فلسطينية يومية يؤلم الكثير ويبعث خيبة أمل كبرى لدى فئة كبيرة من المجتمع الفلسطيني الذي يدخر في رصيده أسرى قدامى منذ عقود من الزمن وضعوا بين جدران ضيقة هي أشبه بالقبور .

كنت قد رأيت في هذه الفترة أسيرا فلسطينيا من الضفة يودع زوجته وأطفاله وهو مقيد اليدين لم يملك إلا قبلات طبعها على جبين محبيه إلى أن يلقاهم مرة أخرى بعد أجل غير معروف .

هذا موقف من المواقف التي تصادر فيها حرية أحدهم ، ويصادر فيها أيضا الدفء والأمان لدى أسرة ما عندما تفقد الأب أو الأم أو أحد الأبناء سواء البالغين أو القاصرين .

شباب وصبايا خُطفوا وهم أطفال صغار تركوا ألعابهم ورفاقهم وكتبهم ومدارسهم خلفهم ، وهناك كبرت أجسادهم وأرواحهم وأصبحوا رجالا ونساء وسط الغرباء بعيدا عن الأهل الذين لم يروهم إلا عبر الألواح الزجاجية أو لمحوا بعض التغيرات عليهم أثناء المحاكمات الوهمية وتفاجأوا

بهم كبارا وفي عيونهم عنادا وإصرارا أنهم أكبر عقلا من معتقلِيهم .

عندما تتصور نفسك وقد وضعت في مساحة محدودة ، وأنت مطالب بألا تمارس حياتك اليومية إلا بقوانين وضعها الآخرون لك ، فالطعام والشراب والهواء والشمس والنور والاستيقاظ والنوم بقوانين صارمة وصادمة هذا إن توفرت بشكلها الصحيح أصلا ، فحينها ستقول لأسرانا أعانكم الله وفك قيدكم و جمعكم بأهلكم في القريب العاجل وستظل وقتها تصلي لأجل هؤلاء المصابيح المنيرة في سماء القدس ولأجل القدس .

" أيها القيد كن بردا وسلاما على أسرانا "

أذكر في إحدى المناسبات جاء إلى مدرستنا أحد الأسرى المحررين ليلقي محاضرة للطالبات فكان مما قال أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال " ما عندهم وقت "!! فنظرت الطالبات باستغراب ، فقام بشرح الموقف فقال : إن الأسرى يضعون لأنفسهم برامج يومية لحفظ القرآن وتبادل الخبرات فيما بينهم والانتساب للجامعات ودراسة العلوم المختلفة وكان أبلغ ما قال أنه في إحدى المرات صمم أحد الأسرى من حذائه ختما لتوثيق حفظ القرآن للأسرى .

" من نعالهم يصنعون ختما ولنعالهم يجب أن ننحني "

مهما تحدثت فلم أتقن ولن أبلغ فنظرة أسير وابتسامته أمام قضاة الاحتلال هي أفصح الكلام .

ولكن يجب أن تكون قضيتهم مركزية ويجب أن تبيض السجون تماما فعلا وليس قولا ويجب أن يعود كل الأسرى لبيوتهم فرحين مستبشرين بحريتهم وبلقاء أحبتهم وليعمل الجميع جاهدا على أن يكون العام القادم عام الحرية الكاملة لهم فلا يجب أن يقضي الاحتلال ببقاء المصابيح المنيرة خلف القضبان .


  • 2

   نشر في 20 أبريل 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا