ياسر شمس الدين يكتب 

"وَكم ذا بِمِصرَ مِنَ المُضحِكاتِ, وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكا "

عبر التاريخ عرف عن الشعب المصرى قدرته الفائقة على السخرية من كل شئ وعلى كل شئ وخصوصا السخرية ممن يتولون زمام الامور ومقاليد السلطة فى مصر , فى العهد الفاطمى ادعى الحاكم بأمر الله الربوبية , سخر المصريين منه بطريقة عبقرية فعندما اجتمع الناس لصلاة الجمعة فى مصر عثر على ورقة معلقة فى صحن الازهر مكتوب فيها سباب وشتائم للحاكم بأمر الله مذيلة بكلمات "اذا كان الحاكم بأمر الله الها فليعرف من شتمه "

عبقرية قد تكون نابعة من جلد الذات وعدم القدرة على دفع الظلم وقد تكون نابعة من عصور القهر والاستعباد التى تعرض لها المصريون

وبظهور مواقع التواصل الاجتماعى انفجر المصريين ساخرين من كل ما يحيط بهم وكانت ثورة 25 يناير هى ذروة السخرية من النظام الحاكم ومن مبارك فى وقتها , لذلك التقطت اجهزة المخابرات ذلك السلاح الذى يملكه المصريين واستخدمته جيدا فى العديد من المواقف والاحداث بعد الثورة فكلنا شاهدنا كيف تم توجيه برنامج باسم يوسف من السخرية على اعلام مبارك والمجلس العسكرى حتى يكون رأس الحربة لمواجهة ثورة 25 يناير والقضاء عليها وبعد الانقلاب العسكرى الذى قام به المجلس العسكرى بقيادة السيسى ومع انتهاج سياسة عنيفة تجاه المعارضة المصرية قرر المصريون البدء من جديد والسخرية من قائد الانقلاب وجنوده وفى هذا المقال سوف نستعرض ابرزالمواقف الساخرة من السيسى

الموقف الاول اثناء ترشح السيسى للانتخابات (الهاشتاج)

انتخبوا_العر# اطلق المصريون هذا الهاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعى واثار الكثير من الجدل بين المؤيدين والمعارضين فقد امتنع بعض المعارضين للسيسى من تداول الهاشتاج نظرا للكلمه البذيئة التى يحتويها فى حين استنكر مؤيدين السيسى ان تكون الخصومه بمثل هذه الالفاظ وتصدر العديد من الشيوخ للفتوى بأن هذا الهاشتاج لا يحتوى على محرم مستشهدين بقول سيدنا ابو بكر فى سب احد الكفار انتشر الهاشتاج انتشار النار فى الهشيم وتداولته الصحافه العالمية والقنوات الاخبارية وحتى الان يظل اللقب الذى اطلقه المصريون على السيسى ملاصقا له اينما ذهب

الموقف الثانى انا مش قادر اديك

فى حوار تلفزيونى للسيسى وقبل ترشحه للرئاسة اخبر المذيعيين ابراهيم عيسى ولميس الحديدى بأنه لا يستطيع تلبيه اى مطلب فئوى نظرا للظروف التى تمر بها البلاد معبرا بكلمات اصبحت بعد ذلك ايقونه للشعب المصرى فى تعاملهم اليومى حين يتعلق الامر بالاموال والتعاملات النقدية ( انا مش مش عايز اديك - انا مش قادر اديك ) كذلك اقتنصها محبى السخرية بالايحاءات الجنسية اقتناصا وتم تداول النكات لفترة طويلة على هذه الجملة وحتى الان يتم تداولها ممهورة بصورة السيسى فى النقاشات بين بالاصدقاء على مواقع التواصل

الموقف الثالث عندهم فلوس زى الرز

فى تسريب صوتى للسيسى وهو يحاول ان يشرح لمدير مكتبه عباس كامل طريقة طلب الاموال من السعودية وانه لا يطلب منهم فكه مش مليار ولا اتنين ولا تلاته بل يطلب عشرة مليار مقفولين والسبب ان عندهم فلوس زى الرز قد يكون الحوار اشبه بحوار رئيس عصابة وصبيانه وليس حوار رئيس ومدير مكتبه لذلك لم يفوت المصريين الفرصه استخدموا الكلمه ايضا فى تعاملتهم اليومية كذلك من السخرية من السيسى لبيعه جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل الحصول على شوالين رز

الموقف الرابع اللى مايرضيش ربنا احنا معاه

زله لسان فى احدى خطابات السيسى اصبحت مثارا للسخرية اسابيع طويله ففى اثناء حديث متلفز وهو يرتدى الزى العسكرى اخطأ وقال اللى مايرضيش ربنا احنا معاه بندعمه ونأيده كان يقصد العكس ان اللى يرضى ربنا احنا معاه بندعمه ونأيده لكن لسوء حظه اصبحت هذه الجمله علامه من علامات حكم السيسى وايقونه لسخريه المصريين منه

الموقف الخامس وانا ماشى على الكورنيش قالولى احنا معاك

وقف السيسى فى احدى خطاباته ليقص للحضور موقف حدث له فقد كان يسير على كورنيش الاسكندرية بدون اى ترتيب او حراسة ليقف بجوارة اتوبيس نقل عام ليخبره الركاب انهم يساندونه ويقفون بجواره لا اعتقد ان مخرج فيلم طباخ الرئيس خطر على باله مثل هذه القصه والا كان اضافها لمشاهد الفيلم بدل من مشهد انتو وديتوا سبعين مليون فين التى نطقها الممثل الذى يقوم بدور الرئيس وهو يسير فى الشارع ولا يجد حوله احد من المواطنيين

الموقف السادس انا ربنى خلقنى طبيب اوصف الحالة

لم يفوت المصريون الفرصه من السخرية من حديث السيسى عندما تحدث للاعلاميين عن نفسه وقال انا ربنا خلقنى طبيب اوصف الحاله , كل الفلاسفه والسياسيين فى العالم بيقولوا اسمعوه اتهمه البعض بانه يجب ان يتلقى علاجا نفسيا فمثل هذا الكلام لا يقوله شخص طبيعى

الموقف السابع كلنا هناخد فيها بما يرضى الله

انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو للسيسى وهو فى لقاء مع قاده القوات المسلحة وهو يقول لهم كلنا هناخد فيها بما يرضى الله مما جعل الصحفى وائل قنديل يرد عليه لا احد سواك يأخذ فيها وهو بالطبع رد لاذع جدا لرئيس مصر الحالى بعدها اشتعلت مواقع التواصل وضج الجميع بالضحك والسخرية من كلام الجنرال الذى كان يشغل اخطر منصب فى القوات المسلحة لينتشر هاشتاجا اخر #الجنرال_بلحه وهو تعبيرا عن فقد السيسى للكثير من شعبيته التى اكتسبها خلال الفترات الاولى من الانقلاب العسكرى

الموقف الثامن اليوم العالمى للتواليت

لسوء حظ السيسى ان يولد فى يوم يحتفل فيه العالم اجمع باليوم العالمى للتواليت وبالطبع لن يفوت المصريون اى فرصه للسخرية والتشفى فى السيسى باعتباره اسوء ديكتاتور حكم مصر وبنى حكمه على القتل والترويع والاختفاء القسرى

قد تكون السخرية مفيده ولكنها تصبح سفاهه فى بعض الاحيان فلا اتخيل ان يصاب الشخص بمصيبه ثم يجلس ضاحكا مبتسما دون ان يواجه تلك المصيبه ويرى ويحلل ويكتشف طرق حلها ليس بالسخرية تبنى الامم ولكنها تظل متنفسا للمصريين للنيل من حاكمهم الظالم