مجريات حديثة.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مجريات حديثة..

مجريات حديثة..

  نشر في 12 يوليوز 2017 .

مجريات حديثة..

هيام فؤاد ضمرة..

فيما أطبق العالم المتصهين باتفاق الجميع عربا وأمريكان ويهود الخناق على قطاع غزة وأطبق عليها الحصار من كافة الجوانب حتى حركة الأموال تم السيطرة عليها كليا.. وحماس على مدى عشر سنوات كانت على القطاع أكثر من عجاف وأشد اختطاف، وباءت انتصارات قلة من الدول لها بالفشل الذريع كتركيا وايران وحزب الله وقطر.. إلا أن حماس أبدا ما أغلقت باب الحوار ولا شرعته على الغارب وعمدت على تركه مواربا بهدف ترك مساحة للصلح والاشتراك بحوارات السلام، بل استخدمت تكتيك النفس الطويل لأقصى حد ممكن وبات من المستحيل تعذيب أهل القطاع فوق طاقتهم وقد عاشوا نكبة الحصار بصمت قاهر، فلان الصلب وتم طرق الحديد من جديد وبدأنا نسمع بتحرك الوفود بين الجانبين دون اطلاق أبواق الاعلام المتشرذم على ما اعتدنا عليه من دول الاخوة الأعداء والأهل الطلقاء، وتم على حد قول المسؤولين عدة لقاءات سرية نوقشت بها كافة المتعلقات بالقضية الفلسطينية التي ما زالت نتائجها وصورها حبيسة الكواليس لضمان اجراء المحادثات بأريحية بالغة وهدوء نسبي، فكثيرا ما يكون حارس السجن أكثر اختناقا من السجين وأكثر استعجالا لحلحلة الواقع على أرض الواقع،

وما كانت الأمور ممكن حلحلتها بدون هذا الاطباق الجائر على سكان القطاع دونما رحمة ولا حتى انسانية فيما العالم يغلق عينية وأذنيه ويكتم صوته وانفاسة بغية التغاطي عن الحقوق الانسانية العالمية التي يتنادون بها تعذرا، ونحن العرب لا نخفي حقيقة مشاعرنا تجاه مواقف العرب الأكثر عداءا للقطاع وأكثر تأجيجا للاعلام ضده من العدو ذاته الذي أقنع من أقنع من حكام العرب بإعلان أولويات أوطانهم بعيدا عن القضية الفلسطينية فكان لهم ذلك بكل يسر بل بتسابق عجيب، وتم شيطنة الدول التي قدمت المساعدة والدعم للشعب الفلسطيني وقضيته بل وتم حرق الدول الأكثر تشددا للقضية حتى النخاع وانهالت عليها المآسي من كل حدب وصوب حتى فقدت أمنها ودمرت مدنها وذبح شعبها ذبح الخراف.. فأصبحت مواقف البطولة والوطنية وبالا على أصحابها وأي وبال

التاريخ ما زال يسجل دهشته أمام ما يجري في عالم الشرق الأوسط من مآسي تلعبها العمليات المخابراتية العدوة، من أجل تثبيت دولة الاحتلال كجزء من المنطقة لا يتجزأ، وكحال موجود على أرض الواقع شاء من شاء وأبى من أبى، ومن كان بالأمس ألد الأعداء يمكن تركيعه ليعلن عن محالفته للشيطان مقابل الأمن الاجتماعي للشعب المقهور المبتلي الذي سجل بطولات ومواقف خيالية ما استطاعت أن تسجله شعوب أخرى في نفس الظروف المشابهة

توقعات المستقبل أمام القضية الفلسطينية تجري على قدم وساق، وأوراق الحل صارت قاب قوس أو أدنى من التوقيع وقبول الحل المعروض، وما يجري الآن فقط انما هو تهيئة الأرضية لوضع الأساسات للبناء المستقبلي الذي لن يحقق للفلسطينين شيئا مما طمحوا إليه ولكنهم سيحصلون على جزء مما قررته بنود خارطة الطريق من منحهم توصيف جديد لا هو يشبه الدولة ولا هو يؤسس على الكونفدرالية المعهودة، شيء جديد كلية على أرض الواقع، لكنه قد يمنح سبل الحياة والعيش الآمن لأهل المنطقة بعدما عاشت أجيال فلسطينية وعربية لا تعرف للحق طريقا ولا للحل سبيلا، وذاقت دولا عربية هول الخراب والدمار وقتل الانسان بلعبة مخابراتية شيطانية من أجل تفقير وتركيع كل العرب وفك ارتباطهم ببعض أبديا، لتسقط كل المشتركات بينهم السقوط الذريع وتتمزق على الأصول والأجناس والعقائد والطوائف وما شابه، ليصبح العالم العربي الشرق أوسطي ليس عربيا وليس سنيا، بل مزيجا من الجنسيات والاثنيات والطوائف التي تلوثت علاقاتها ببعضها بسيل جارف من الدماء مما سيعمل على فكفكة روابطها إلى أبد الآبدين، وها نحن نشرف على عالم شرق أوسطي جديد حقيقة لا يمكن رتق تمزقاته أو تقريب وجهات نظره، عالم مفكفك يتغنى بعروبة غاربة، يبحث عن روابط اهترأت وتقطعت وصارت بالية غير صالحة للبقاء ولا للغناء

بعد القمة الأمريكية العربية والجولة الرئاسية لرئيس الولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط التي وضعت آخر سيناريوهات المنطقة قبل القفول والأفول، مهدت الطريق وأعادت للمنطقة خارطة الطريق المنسية بأروقة الأمم المتحدة التي كانت أغلقت عليها الأبواب تمهيدا لإعادة فتحها من جديد بعد تطبيق خطط الدمار على دول المنطقة وازاحة من وقفوا حجر عثرة في طريق الحل المجزوء والمخروم، ها هي كل الأمور اليوم قد تم تسويتها بالطرق الارهابية وبالعنف الأكثر وحشية الذي ادعوا كذبا أنهم العرابون المحاربون له بالمنطقة وهم بالحقيقة اليد المؤججة والعقل الشيطاني المدبر له

لا شك أن ما شاهدته المنطقة من لقاءات ومحادثات دارت وما زالت تدور في أروقة السياسيين السرية قد مضت في طرقها غير عابئة بما كان وما انقلب عليه الحال، فالحل سيفرض على ما أرادت له أمريكا وحلفائها فلسنا شعوبا وحكومات قوية قادرة على تغييير الأوراق على طاولة المباحثات فنحن الجانب الراضخ قهرا وأمرا، عسرا ويسرا، فبالنهاية سيتم الحل ولن تنفع كل الوسائل التي استخدمت الشباب المتحمس وقودا للموت، فالمحادثات كما أتصورها أنا ويتصورها كثير من المراقبين والمحللين لن تحضر معها إلا ما عرض بالسابق أو أقل، فالعرض تغير والطلب تراجع والمجاديف ما عادت نافعة للقارب الأصغر، فلا عودة لسابق العهد ولا تجديف في ذات الاتجاهات والخاسر الوحيد الضعيف المستضعف فقد ينطوي الحل على قبول تنازلات قاسية ونوجعة يدرك الطرف الفلسطيني خطورتها .. لكن ما باليد حيلة أمام جبروت المتحكمين والمتلاعبين بالمصير

12/7/2017م

الأردن


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 12 يوليوز 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا