يعلوا صوت الساعة لتنذر انه قد اصبح الوقت في تمام الساعة 12ص ، فها قد اتى ضيفي المعتاد في وقته فحقا انه دقيق في مواعيده تماما، قد اتت غيمة النعاس مفي هذه الليلة الباردة لتسحبني الى غرفتي المنعزلة في الظلام، وانا في حالة استسلام تام وانا اتحسس معالم السرير حتى اتسلل تحت الغطاء البارد.

ليس من الطبيعي هذه الفترة ان انام كما ينام البشر، او كما كنت انام من قبل حينما كنت استطيع ان اغمض عيني وتنطفيء شاشة العرض وتنقطع حبال التفكير وتدلى الستائر السوداء وترتخي اعضاء الجسم حتى ترتفع شمس يوم جديد وتبعث من اول وجديد.

ليس هذا مبلغ همي الان الذي اصبت بالارق من اجله، ليس مجال تفكيري وانا في بحر الظلمات هذا في تلك الليلة وكل ليلة يغلب الهدوء التام ولا يعلو صوت غير دقات الساعة وحفيف اشجار البيت المترنحة بسبب رياح الشتاء القوية، فالحقيقة يا عزيزي اظل كثيرا لا اعلم كم من الوقت ولكنه كثير استرجع شريطي الذي اصبح رفيقي في كل وقت صباحا ومساءا تتغلب عليه حركة الحياه صباحا ويغلب عليا في المساء فيتم العرض امامي في صخب وتسير الاحداث في هدوء تام امامي وكانها تحدث للمرة الاولى.

لا اعلم لماذا كتب عليا الارق وعدم الراحة، بالفعل كتبت عليا منذ ان اصبت في اعظم حدث في حياتي قد تغيرت حياتي راسا على عقب.

لا لست ابالغ في الوصف فانت لا تعلم ولم ترى ما حدث، لم تكن مكاني حين ترى جمال الكون كله يتجسد في بشري وليس ذلك فقط حينما يتجسد في امراة عربية، فسبحان من ابدع فصور ......... لا تظن ان الجمال كان جمال الهيئة فقط فليس الجمال سحر العيون وتناسق القوام وروعة الثغر فقط بل الجمال لا يكتمل الا بجمال العشرة ولين الطباع وحسن التفكير والتدبير.

لا اتذكر متى حدث ذلك ولا اين بالتحديد ولكن لم يغب عني لحظة ذلك المشهد الذي لا يوافيه شيئا جمالا ، فانتي من كنتي فيه.

انها اول مرة اقف مذهولا بهذا الشكل امام شيئا، ايا كان هذا الشيء حينما عبرتي من امامي في ذلك اليوم لتقفي الى تلك المجموعة تتبادلوا اطراف الحديث وتعلوا صيحات الضحك،..... من هذه ؟ اين رايتها من قبل؟!!!!

لماذا انتي من شد انتباهي بهذا الشكل الواضح لماذا كنت اعتقد اني اعرفك ....نعم كنت اعرفك منذ فترة طويلة ولكن اين وكيف؟؟!!!

لم تعلمي ماذا حدث بعقلي عندما راى ثغرك تعبر منه ضحكات بريئة ومميزة، لم ارى مثل هذه الروح من قبل ولن ارى مثيل لها.

توقفت الحياه من حولى عندما التفتي بعفوية شديدة لتعبر اسهم عيناكي اللامعتان الى عيني وتستقر في اعماق قلبي، نعم اصبتي قلبي في مقتل واصبح ينزف شوقا وحنينا اليكي، كم تمنيت ان اتحرك خطوة واحدة لتقترب المسافات، كم تمنيت ان اغمض عيني للحظة واحدة لاتجمع قوايا واهمس في اذنيكي "تتجوزيني".

كل هذا لم ياخذ في الواقع جزءا من الثانية عندما مرت عينيكي امامي عيني ولم تشعري بمدى ما بداخلي، لماذا لم تاخذي اهتماما لمن حولك في ذلك الوقت، هل هو من كثرة المعجبين ام ان قلبك ليس في عالمنا.

وهو ما جعل اصابتي التي اصبتني اياها تدمي اكثر وبدات اشعر بان الارض تدور من حولي ولا احد من حولي كي استند عليه، وتوقف العالم من حولي ولا اسمع غير ضحكاتك المتناثرة في الارجاء هي ما تجعني اشعر اني لازلت حيا.

لم اترك الستائر مفتوحة ليلة امس فكيف دخلت الشمس الي غرفتي وتداعب عيني!!!!

"قوم ياحبيبي اصحى هتتاخر بقى" اعلم هذا الصوت العذب والغناء قد سمعته من قبل ولكن متى وكيف ؟؟! حاولت ان اتسلل النظرات للمتحدثة ، فوجدت ان الحديث يخرج من بين اجمل ثغر في الوجود....نعم انها تلك الفتاه اللتي اصابتني عشقا، فوجدت انها اللحظة التي لابد ان اصارحها...

"تتجوزيني؟؟" فارتفعت ضحكة ملأت اركان الغرفة ضحكة ليس لها مثيل تشبه ضحكاتها تلك التي كانت توزعها على الحاضرين....."هفكر...انزل وصل الولاد للمدرسة واكون فكرت"

ماذا حدث عندما سقطت لا اعلم شيئا بعدها غير اني استيقظت في الصباح امام اجمل من رات عينين فاصبح الحلم حقيقة.