اسمها حسناء، اسم على مسمى! جميلة هي بالفعل....يقولون أن القدر يعاكس الجميلات، إنني لاأؤمن بهذا طبعا، القدر يعاكس الجميع، القدر اختبار للجميع على مستويات مختلفة، لكن لا أدري لما علقت بذهني تلك الجملة كلما تذكرت قصتها.....لا قدر يعاكس الجميلات، إنه حظهن العاثر وسط مجتمع حقير يقتلك بنظرة وقد يحييك بإشاعة!
الحالة الشخصية " مطلقة" يكفي هذا فقط ليحكم عليك مجتمع جاهل بأكثر من نعت حقير لا علاقة له بالحقيقة...هم لا يعلمون الحقيقة وحتى لو فعلوا ذلك فإن ما حلله الله حرموه في عقيدتهم التي إن لمست حقا أفسدته وإن مرت بجانب باطل أحيته! قالو لها اصبري، من أجل زواجك، من أجل إبنك، من أجل نظرة المجتمع، لايعلمون أنها صبرت كثيرا على الخيانة على الضرب على التعنيف السب الشتم القدف؛ هذا فقط كي يراها شعب جاهل بنظرة صحيحة، لأن وحدهم من يمتلكون صلاحية تقييمك!!!
تطلقت أخيرا، لأنها تعبت كثيرا، لا منزل يستقبلها بين جدرانه، حتى الأسرة تتخلى، حتى الأسرة نظرتها تتغير، هي وابنها، مصاريف زيادة!! سيجبرونها على الزواج مرة أخرى من "ذكر" آخر، لكنها سئمت ستختار حياة بعيدة عنهم، تريد العيش بكرامة فقط، تريد أن تحيا بهناء وراحة بال تريد أن توقف رائحة الإحتراق بداخلها وأن تسكت صراخ تلك الأفكار في عقلها....لكن من يريد النسيان لن ينسى ستظل الذاكرة تلاحقه أينما ذهب كما كانت ذاكرتها تفعل، صور مختلفة تمر في بالها وآثار الضرب في فخدها الأيمن وتلك الكدمات الزرقاء لن تجعلها تنسى أبدا حتى لو اختفت سيبقى ألمها هناك...كل هذا تجاهلته لأنها أنعمت أخيرا بحريتها التي اغتصبها الوحش و قيدها المجتمع، رحلت للعيش بين أحضان بيت فوق السطح، تعيش بطبق واحد ليومان او أكثر لكنها مرتاحة البال، لاضرب لا شتم لا عذاب....
عثرت على عمل في مقهى صغير، صغيرتي لم تعلم أنها ستصادف وحوشا كثيرة غير ذلك الذي تزوجته، يتوددون لها! يريدون الوصول إليها كما لو أنها بضاعة في المقهى، يظنون أنها رخيصة أو أنها ......
لم تستجيب، أوقعها الكلب المسعور في الفخ! يطردها لا يريد ترك أثر لجريمته، كلاب مسعورة أخرى لم تطلها يدهم بعد سيسألون عنها، بعضهم يدرك أن صاحب المقهى فعل بها ما فعل بغيرها من عاملات، هي ستصمت، ستبكي، سيقفلون فمها إن هي نطقت، سيقتلونها إن هي تكلمت، حذار أن يكتشف المجتمع ذلك السر، أريد نظرة مجتمعية راضية عن عائلتنا، ارحلي بعيدا اقطعي صلتك بنا...
#ليلى
-
ليلىليلى 23 سنة من المغرب.