مصير روما: المناخ والمرض ونهاية إمبراطورية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مصير روما: المناخ والمرض ونهاية إمبراطورية

  نشر في 10 غشت 2018 .

مصير روما: المناخ والمرض ونهاية إمبراطورية
تأليف الدكتور: كايل هاربر
عرض: تيبي بوي
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

غزت الإمبراطورية الرومانية و أدمجت منذ تأسيسها عام 625 قبل الميلاد حتى سقوطها عام 476 للميلاد العشرات من الثقافات. وقيل الكثير عن أكثر الدول تأثيراً في التاريخ. تدين العديد من الدول الحديثة بلغاتها ورموزها المدنية وقوانينها وإرثها للرومان. وكما أن لكل إمبراطورية ذروة لها نقطة تحطم تتلاشى منها إلى التضاؤل

كتب الكثير عن سقوط الإمبراطورية الرومانية. وأكد الكثيرون أن استشراء الفساد والجور بسبب توسعها لمقام الدولة الحديدية قد أسهم في تدميرها

يقدم الدكتور كايل هاربر ، استاذ الكلاسيكيات الأدبية في جامعة أوكلاهوما، منظوراً جديداً في عمل أكاديمي عن هذا الموضوع البالغ الأهمية. حيث يضع الطبيعة في كتابه: مصير روما –المناخ والمرض ونهاية إمبراطورية في صلب معاناة روما

ويناقش المؤلف بأن قوة الإمبراطورية ذاتها المتمثلة بالتجارة والسفر والهجرة والتي وصلت أوجها قد سرعت من تهاويها. يقول المثل الشائع كل الطرق تؤدي إلى روما ولكن التجار والريفين من كافة أرجاء الإمبراطورية جلبوا معهم السل والجذام والجدري والطاعون وأمراض أخرى

تعرضت الإمبراطورية للشلل بفعل الأوبئة أكثر من مرة مثل طاعون انتونين ما بين عامي 165–180 م والذي حطم الجيوش وقضى على 15% من السكان

ويشير هاربر استناداً إلى الدراسات الحديثة ،التي تستقرئ المناخ القديم عبر وسائط مثل حلقات الأشجار والعينات الرسوبية، بأن جفاف الطقس في الفترات الاخيرة من عمر الإمبراطورية قد أسهم في سقوطها. وبعكس المناخ الملائم خلال أوج الإمبراطورية — حوالي 350 عام من المناخ الدافئ الرطب ما بين عامي 200 قبل الميلاد و150 م مما ساعد على وصولها للقمة- ثم جاءت القرون التالية بالنذر

ضرب الجفاف روما خلال القرن الثالث الميلادي جنوب البحر الأبيض المتوسط وخاصة في سلة الخبز لروما — مصر

وكانت القلاقل السياسية شيئاً لا مفر منه وانتشر التضخم بعدما فقدت النقود قيمتها الشرائية مع ظهور الأوبئة( وربما ظهر إيبولا بحسب اعتقاد المؤلف)

وعلى سبيل المثال خفض طاعون جوستينيان عام 541 م عدد سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية إلى النصف

رفع المناخ والبيئة القاسية من من الضغوط على روما وأصبحت عرضة للغزاة الفرس و الجرمانيين والفرنجة الذين انتهزوا الفرصة واجتازوا حدود روما المتهالكة

وبالطبع لا تقول فرضية هاربر أن المناخ والمرض هي وحدها من اسقط روما. لعب العامل البشري دوراً مهماً ولكن هذا الكتاب يقدم إطارا نظام متشابك. ففي بعض الحالات لعبت قوة الطبيعة دوراً في ترجيح كفة الميزان لصالح روما أو ضدها عبر التاريخ

ويبدو ذلك مألوفاً لأننا نعيش أيضاً على مفترق طرق. زادت درجة حرارة الكوكب خلال 150 عاما حوالي درجة مئوية واحدة وهو معدل غير مسبوق في ملايين السنين. وإذا استطعنا تعلم شيء من روما فهو عدم الاستهانة بقوة الطبيعة. ولكن بعكس الرومان الذين كانوا على جهالة وتحت رحمة آلهتهم نحن نملك العلم. وحان الوقت للعمل قبل أن ينعكس سقوط روما على الحضارة الحديثة

ويجب أن نشير أن هاربر لم يألو جهداً في تقديم فرضيته بتفاصيل دقيقة. وربما يواجه بعض القراء غير الملمين بالموضوع بعض الصعوبات في تفهمه ولكنني أعتقد إنه عمل مشوق يندر في الأعمال الأكاديمية مما يسهل مهمته. وهو ليس كتاب تطالعه عصر يوم ماطر ولكنه ليس مملاً على أية حال

المصدر:

ZME SCIENCE

TIBI PUIU

JANUARY 25TH, 2018



   نشر في 10 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا