اويآ الي الطرقات شريدآ بلا مآوي رصيف صغير علي اعتابه تدوي نباح الكلاب ثياب رثة بالية و شعر اسود اشعث يتدلي من كل جهة... وجه متألم بائس... يراقب المارة بآسي... جسد هزيل لا يقوي علي الحركة يتكأ علي تلك العصا الخشبية التي يأوي بها و قد شيبته الكهولة...
علبة عاجية صغيرة يأوي بها بضعة اشياء بسيطة... دوي محابر جلية و اقلام و بضعة امشاط بلاستيكية و شماعد معدنية صغيرة بضعة اكياس مناديل مجففة...
يسير بين الطرقات متكأ جسده الكهل علي عصاه حاملا علبته العاجية يدلل علي بضائعه بين المارة...
الليلة تعج بالبرودة اوي الناس الي مساكنهم... و هو يئن من البرودة وحيدآ شريدآ في الطرقات...
القي بجسده الكهل اسفل ذلك عمود الانارة القابع بالطريق... علي رصيف صغير مدد جسده المتألم متواريآ عن الانظار بعمود الانارة...
كان الجوع قد انهك قواه و هو لا يملك حفنة مال... لم يشتر منه احد الليلة اي بضاعة لانهم اثرها الخلود الي مساكنهم ليتواروا عن البرودة...
يقترب منه بخطي سريعة يخرج ذلك الصندوق الكرتوني من حقيبته الكبيرة...
هل اجلس معك قليلا يا عم...
يستند قواه يتكأ علي عصاه:
اجل يا ولدي...
كيف حال الدنيا معك يا عم؟
كما تري يا ولدي ليلة جدباء و اخري فيحاء...
تبدو جلل الخبرة يا عم...
اوووه مضي من عمري ربيع العمر و جاوزت خريفه فتداوي حلقي بالخبرات...
بارك الله بك و لك يا عم ما رأيك في التهام بضعة طعام في ذلك الجو البارد تفضل؟
يناوله كرتونه الطعام و ابتسامة تعلو وجهه...
اشكرك يا ولدي لك جلل الشكر و عظيم الاجر عند الله...
بنفس جائعة يتناول الطعام بنهم... كان جائعآ بشدة فحمد الله ان رزقه بهذا الطعام... دعوات ملهمة ناجي بها الرحمن ان يرزق ذلك الشاب من حيث لا يحتسب و يسلم طريقه...
عفوا يا عم علي المغادرة الان اراك قريبآ..
تفضل يا ولدي سلم الله طريقك...
فرغ من طعامه لتقع عيناه علي ما لم يتوقع... ترك له الشاب بضعة نقود في العلبة الكرتونية... ردد بقلبه لاذلت الدنيا بخير....
بجولته اليومية في الطرقات و الازقة تدوي عبارات رجل عجوز يدلل علي بضائعه من يشتري مني بضائعي يا ولدان؟
تمت..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب