“احذرك من هذه الكاتبة فهي تحرض ضد الرجال ” هكذا قال بائع الكتب حينما أرادت صديقتي شراء كتاب أحلام مستغانمي “نسيان com” الذي كتبت على غلافه "محظور بيعه للرجال" !

ربما رفع سقف التوقعات والاحلام الغير واقعية والعشم هي السبب وراء ما تعانية المرأة من النكسة العاطفية. وتمر المرأة كما يمر الرجل بظروف مختلفة وحالات اجتماعية غير مستقرة فتارةً متزوجة وتارةً معلقة.. فمطلقة.

تعددت الاسباب والفراق واحد, وربما لأن المرأة خلقت من ضلع الرجل وليس من التراب مباشرةً من الصعب عليها ان تجعل "ما فوق التراب تراب".. لهذا جاء هذا الكتاب ليعين ويعاون المرأة على "نسيانكم "حينما تذهبون.

بدايةً توضح "مستغانمي" للرجال المتسللين لكتابها قائلة : أيها “الرجال الرجال” سنصلي لله طويلاً كي يملأ بفصيلتكم مجدداً هذا العالم, وأن يساعدنا على نسيان الآخرين!

و تدافع عن الرجولة ضد الذكورة وتفرق بينهما, فالشهامة والشموخ والفروسية والأنفة وبهاء الوقار ونبل الخلق واغراء التقوى والنخوة والاخلاص لامرأة واحدة, والترفع عن الأذى وستر الأمانة العاطفية والسخاء العشقي الموجع في إغداقه, والاستعداد للذود عن شرف الحبيبة بكل خلية وحتى اخر خلية ومواصلة الوقوف بجانبها حتى بعد الفراق .. تلك خصال الرجال ... فأين ذهب الرجال؟

معتذرة للرجال الحقيقيون فكل مكاسب المرأة عبر التاريخ كانت بفضلهم فهم من نبه المرأة من خدعة الذكورة!

وترى "مستغانمي" بان الكاتب مرشداً عاطفياً مثلما فعل سابقاً بعض الأدباء منهم محمود درويش والقصيدة الأخيرة التي تركها قبل رحيله كوصية لشاعر شاب. تتمنى هي لو ان لديها الوقت والصبر اللازمين لكتابة "رسائل إلى عاشقة شابة" تود لو ان هنالك من يعلم المرأة كيف تحبط مؤامرة الذكريات.. و كيف لا تهدر عمرها في مطاردة وهم العواطف.. كيف تنجو .. وكيف تخرج النساء من بعد كل حب أحياء و أقوياء ...وربما سعداء.

وتذكر بانها ممرضة لا تملك سوى حقيبة إسعافات أولية لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق. مع القطن والسبيرتو والضمادات, حاملة كثيراً من الضحك فهو العلاج الأفضل والمثالي لكل أوجاع القلب وعدم أخذ الذاكرة مأخذ الجد.

اضحكن فلا شيء يستحق الأسى..

و ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر . قد يبدو الأمر سهلاً ولكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك. ودور الكاتب كما ترى هو تخفيف وزن هذه الصفحة ما استطاع, وقلبها نيابة عنك ذلك لأنه من الأسهل قلب صفحة الآخرين!

تجنبي سماع الاغاني العاطفية و وأقلعي عن جلد نفسك ورفع ضغطك بما هب ودب من اغاني الحب لأنها ستُبكيك!

وعلى مدى عمر من الكتابة استودعت النساء لديها الكثير من الأسرار و تجمع لديها الكثير من قصص الحب فاختارت ان تقسم مراحل الحب الى فصول أربعة لتصبح رباعية الحب الأبدية وهي :

فصل اللقا والدهشة
فصل الغيرة واللهفة
فصل لوعة الفراق
فصل روعة النسيان

كتبت الكتاب لأن الرجال تفوقوا على النساء في فصل النسيان فهم مذهلين بقدرتهم على التعافي والشفاء, بينما تترك بعض النساء سنوات من اعمارهن فائض قيمة مضافة .. ثمناً لنسيان رجل سبق لحبه أن أخذ منهن سنوات أخرى. ينجح الرجال في النسيان بسرعة لأنهم يريدونه فعلاً لبدء علاقة جديدة و تفشل النساء لانهن يخفن من الاقدام على تجربة جديدة على اساس ذاكرة في اليد خير من نسيان على الشجرة .. فالمرأة تخاف أن يطير مع النسيان آخر عصفور أمسكت به.. لذلك المرأة مهووسة بكلمة "إلى الأبد" التي يطمئنها بها الرجل الى حين يطير .. إلى الأبد..

"أحبيه كما لم تحب امرأة, وانسيه كما ينسى الرجال" !

انسي فالنسيان ممكن جداً وليس حكراً عليهم. فقد انتهى زمن " أنساك ده كلام ..", على النساء ان يشفين من خوفهن الانثوي من المجهول فليس الرجال اقل منكن خوفاً ولا أكثر طمأنينة لما ينتظرهم ولكن مشكلة بعض النساء البقاء في طريق النسيان و يفشلن في الخروج لاستغراقهن في الاستمتاع بالتلذذ بألم النسيان فيصبح الطريق لعذابه حينها ممتعاً حد شغلهن عن أي حب جديد.

وحتى يحسن اختيارك اختبري تقواه بأخلاق قلبه فلا تطمئني لرجل انصرف عن طاعة الله فان من لا يعترف بفضل الله عليه لن يعترف بجميلك.. ومن ترك صلاته وصيامه بذرائع واهية وقد تربى عليها, سيعثر حين يشاء على الذرائع التي يحتاجها لتركك. فمن نسي ان الله يراه سينسى أن يرى دموعك حين تبكين ظلمه!

"أحسن إلى من شئت تكن أميره "

وتنصح "مستغانمي" المرأة بان تتفوق على الرجل حباً ولا تستسلم لشهوة الانتقام أياً كان غدره بها فوحدها النفوس الصغيرة تهجس بالأذى لأنها لا تقدر إلا عليه.. فلا تدمري مكاناً أقمت فيه. فلا تشوهي صيت رجل أحببتيه واتركِ خلفك حديقة لا خراباً تمني له الخير وواصلي حماية بيته ولو بقلبك .. كوني اميرة دللي من تعرفين من اهله دون علمه تفوقي عليه حباً لتصغريه في عين نفسه.. ارفعي سقف العطاء حتى لاتجرؤ امرأة على ان تأتي بعدك .. هل تعرفين انتقاماً اكبر من هذا ؟

واخيراً تذكر "مستغانمي" بان كتابها دليلاً نسائياً للنسيان والذي ولدت فكرته اثناء مكالمة هاتفية ومواساة لصديقتها. فقد وجدت ان ما تقوله يستحق ان يصبح كتاباً لتعم الفائدة على قبيلة القارئات اللواتي يعشن بالتناوب أسى الخيبات العاطفية.