واشكر ربك كثيراً - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

واشكر ربك كثيراً

  نشر في 05 أبريل 2016 .

مع بلجة الضياء وإشراق النور، تتقهقر العتمة في صمت وتتفتق أجفان النوم عن إصباح ، حينها لن تكون الشمس أول نعم الله علينا وإن كانت من أولاها وأجلاها . فعبر النور الساطع من عينيها سترى جليل إنعام الله علينا في هذا الكون الفسيح الشاسع بنعمة البصر ، ولكننا لن ندركها إلا بنعمة البصيرة تلك التي ستعبر غياهب الجهل والغفلة فينا لتنشق عن إيمان وإذعان .

وتلكم نعمة من أعظم النعم علينا بعد نعمة الإسلام ، فنعمة في نعمة ونعمة تلو نعمة ونعمة تخلق نِعَم ونعم ندرك بها نعم ونعم تترى وإنعامٌ شتى وإكرام لا ينتهي وأفضال لا تنجلي ونحن في سهو ولهو وغفلة ، قد لا نجحد إلا أننا قد لا نشكر أيضاً ” وقليلٌ من عبادي الشكور ”

وهبنا الله من العافية ما شيدت من أجلها المستشفيات ومراكز الرعاية والاستشفاء وما جُنّدت من أجلها الطاقات الطبية البشرية منها والتقنية ، وما صرفت عليها أغلب ميزانيات الدول والحكومات ، وما بذل لأجلها من ثروات وأموال وأوقات . فإذا اشتكى فينا عضو تداعت له كل أموالنا وأوقاتنا وجهودنا لشفائه ، ولبذلنا الغالي والنفيس لاستعادة عافيته ، فهل شكرنا إذا شفينا ؟ وهل نشكر إذ عوفينا ؟

هل ندرك حقيقة الثروة التي منحنا الله إياها حين منّ علينا بنعمة العافية ؟ نعمة واحدة فقط من ملايين النعم التي لا تُحصى ، بينما هناك وعلى مرأى منا ومسمع من ينفق الثروات الطائلة ليحظى بلحظة عافية بلا ألم ، بلا صمم ، بلا عمى بلا ابتلاء .

ونحن نتقلب في كل هذه الثروات ولا ندركها !!

سيحدثنا الألم عن نعمة العافية ويحدثنا الفقر عن نعمة الغنى والجهل عن العلم والبرد عن الدفء والجوع عن الشبع والظمأ عن الرواء وغيره وغيرها ، ما يوجب علينا أن نشكره تعالى ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً .

قال الله تعالى : ( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )

ويرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى ذكرٍ مبارك يؤدي بها المسلم شكر ربه في يومه ففي الحديث : ” من قال : اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نَعْمَةٍ أَوْ بَأَحَـدٍ مِنْ خَلْـقِـكَ فَمِـنْـكَ وَحْـدَكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ” حين يصبح فقد أدّى شكر يومه، ومن قالها حين يمسي فقد أدى شكر ليلته”

وبالشكر تدوم النعم ، ويستجلب زيادتها وإكرام منعمها (و لئن شكرتم لأزيدنكم ) فكيف نشكر من امتنّ علينا بفضل من بني البشر ؟!

أليس بالوصل والقربى والطاعة والذكر الحسن؟

ولله المثل الأعلى هكذا يكون شكره تعالى بالذكر حمداً وشكراً “وأما بنعمة ربك فحدث ” والامتثال بالطاعات ، والقربات ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ) .

والآن .. أنت تقرأ فاشكر نعمة العلم ، ثم اشكر نعمة الفهم إذ أنت تُتَمتم بشكره جل وعلا .

وكي تعلم أنك في متسلسلة غير منتهية من النعم فشكر النعم نعمة ينبغي شكر الله عليها إذ ألهمك شكره ولم يجعلك من الجاحدين ، ثم شكر الشكر نعمة تستحق الشكر وهكذا هي أنعم الله لا تنتهي ولا تنقضي .

فله الحمد عَدَدَ مَا خَلَقَ، ومِلْءَ مَا خَلَقَ، وله الحمد عَدَدَ مَا فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَ مِلْءَ مَا فِي الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وله الحمد عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، ومِلْءَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وله الحمد عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، و مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حتى يرضى وإذا رضي وبعد الرضا !


الكاتبة : نورة يوسف

صحيفة حفر الباطن




  • norah_yosef
    أنتَ ما تتطلع إليه ، كاتبة صحفية - ( على ذمة قلم )
   نشر في 05 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا