أدب الرعب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أدب الرعب

  نشر في 29 أكتوبر 2022 .

قبيل إهتمامي بأدب الرعب,وسينما الرعب,وفنون الرعب الأخرى من موسيقى أو تصوير أو غيره. أنا مهتم بعناية وتركيز بفلسفة الرعب التي تشمل في أولها تعريف الخوف وتفصيل أنواعه المختلفة. يمكن الإطلاع على ذلك في مقالاتي الأخرى. ولكن وبعودة لموضوع هذا المقال أشعر أنه يأتي مكررا بعد مقال أو مقالات عن أدب الرعب,والتي تطرقت بالضرورة أحيانا إلى تاريخه. فماذا يفيد مقال مفصل عن تاريخ أدب الرعب.

التفصيل يفيد التنظيم.

لعلي أستطيع أن أصنع مرجع زمني لأدب الرعب عبر إدراج أسماء أبرز أدباءه. مركزا هنا على الأدب الغربي فقط. وحاصرا الفترة الزمنية الممتدة عبر القرن الأخير من الألفية المنقضية متجاوزها إلى مطلع الألفية الحالية.

وبعد,سوف أقدم إلى القارئ

تاريخ أدب الرعب

تتبع زمني / كورنولوجي لنصوص أدب الرعب

فهرسة / بيبلوجرافيا أدب الرعب

قاموس أدب الرعب

وقبل كل ذلك نعرض هذه المقدمة القصيرة

أدب الرعب يمكن تعريفه ببساطة على أنه كل أدب يهدف إلى تخويف القارئ.

ولافكرافت قرر أن الخوف هو أقوى عاطفة في الإنسان,وأقدم العواطف جميعا,وربما لهذا يولد الطفل باكيا,وبالرجوع أكثر إلى ولادة البشرية كان رجل الكهف يخاف من الظلام, والنار,وضواري الليل,وغرباء النهار,ودواب الأرض,وعواصف السماء,ومن كل شيء تقريبا. هنا,وكما يبدوا معتادا,ينبثق أدب الرعب مع أولى القصص التي خمنها أحد النقاد في كتاب له (لا أذكر الكاتب ولا الكتاب) بأنها الخوف من المجهول إتفاقا مع لافكرافت. وكما هو معتاد أن الإنسان جرب التجارب الأولية (والرعب منها) في فجر التاريخ متقدما,وفيما قبل تدوين التاريخا متأخرا. وكانت الأساطير دليلا على وجود أدب الرعب (الشفاهي) في هذه الفترة المظلمة.

ولكن على ما يبدوا,فإن المناسب للوعي الإنساني / الحضاري / السردي الآن,هو إقتران الأدب والتاريخ,ولهذا تظل كل حكايات ما قبل التاريخ منسية,ربما لإستحالة الوصول إليها. والتاريخ جرى تعريفه بأنه هو سجل رسمي عن الحضارات السابقة,ولهذا سمي ما قبل التاريخ بهذه الصفة الماقبلية,فمهما توغلنا للوراء,يظل كل إكتشاف جديد هو تمديد خلفي للتاريخ بإعتباره أن ما دون / سجل هو تاريخ,وما قبل التاريخ يظل كما هو ما قبل التاريخ لأنه عصي على الإستكشاف.

ولهذا ترتبط أولى الأدبيات الرعبية بأولى الأدبيات المحفوظة عموما,مثل أهوال البحر في الأوديسة,أو مجاهل الغابات في جلجاميش أو الأساطير والخرافات والحكايات الشعبية القديمة كما تؤكد موسوعة المعارف البريطانية [صة الرعب / موسوعة بريتانيكا.

https://www.britannica.com/art/horror-story]. ومع ذلك,فنحن سنأخذ قفزة أخرى للأمام,حيث عصور التصنيف والتكثيف الغربية,والتي صارت تركز على سردية تخدم عاطفة معينة هي الخوف. بدئا بتمييز السردية الأساسية التي ستصبغ القرون الثلاثة المتأخرة من القرن التاسع العشر إلى تيارات ما بعد الحداثة في الألفية الثالثة؛أي الرواية. ومعها تميزت قائمة طويلة من التصنيفات صارت زائدة عن اللازم -حتى صار لكل موضوع تصنيف وهي مشكلة غربية بإمتياز,يقابلها لدينا نحن العرب مشكلة غياب التصنيف- وأكثر مما قد يتفرغ لنا لعدها هنا.

لذا,ومع القفزة الثانية -وقفزة أخرى تتجاوز القصة القصيرة ولو مؤقتا- نكتشف أن أول رواية رعب في التاريخ هي قلعة أوترانتو Castle of Otranto 1764 لـ هوارس والبول الذي كان بالإضافة إلى كونه أديبا,سياسيا,ومعماريا. ابتدع وهو المهندس البارع طرازا معماريا جسّده في روايته عن قلعة أوترانتو وهو الأديب الأريب. هذا هو الطراز القوطي في العمارة,وهو كذلك مبتدع المدرسة القوطية في الأدب,مدرسة قاتمة تصنف أغلب أعمالها على أنها قصصا قوطية نسبة إلى العمارة القوطية التي تميزت بتصميم فخيم ولكن مخيف. حيث الأسوار العالية والقاعات الواسعة والأسقف المرتفعة والأقبية الخافضة والقبب الحادة والسراديب الخافية والممرات المتاهية,وغير ذلك من التفاصيل التي تبعث على القشعريرة في الجسد أمام هذا الهيكل المهيب.

أعطت هذه الرواية للمكان مكانته الحقة وسطوته الحقيقية على الأدب وعلى النفس البشرية التي تنشطر إلى نفس تشعر بالضآلة تحت وطأة هذا البناء الشامخ,أو تشعر بالضخامة في كنف هذه القلعة المنيعة. قلعة أوترانتو.

هذا الإنشطار أثر في مدرسة كاملة من الأدباء النجباء على رأسهم ماري شيلي (فرانكنشتاين 1818) وبرام ستوكر (دراكولا 1897) اللذان صنعا إنسانا يشعر بأنه أكبر من حدوده الإنسانية. وعلى الجانب الآخر وإدغار آلان بو (قناع الموت الأحمر 1842) وهوارد فيليب لافكرافت (نداء كتولو 1928) اللذان صنعا إنسانا يشعر بضآلته الإنسانية في هذا العالم الرهيب المتسع.

ولا يفوتنا بهذا الصدد أن نذكر واحدة من أشهر الإجتماعات الأدبية في التاريخ,والتي خرج عنها أدب الرعب وأدب الخيال العلمي. عام 1816 حيث أجتمع الأصدقاء الخمسة؛ماري شيلي وبيرسي شيلي (الذي تزوجته في نفس العام وتلقبت بإسمه),وكلير كليرمونت (شقيقة ماري شيلي),ولورد بايرون,وطبيب العائلة جون بوليدوري. إجتماع طارئ لعدم تمكنهم من الخروج أثناء عاصفة رعدية خيمت فوق رؤوسهم. لذا قرروا قضاء ليلتهم في جوف القصر القوطي (فيلا ديوداتي Villa Diodati) الذي جمعهم تلك الليلة المخيفة والمطل على إحدى بحيرات جنيف.

ننتقل ختاما إلى ذكر الأربعة الكبار المعاصرون لزمننا هذا,وهم من رسخوا لأدب الرعب كما نعرفه في العصر الحديث والمعاصر. وعلى رأسهم ستيفن كينغ,ثم دين كونتز الذي اشتهر في ظله وتحت رعايته. مع أن الأخير سبقه إلى الكتابة والنشر بعام واحد. وكليف باركر الذي جمع بين الكتابة في أدب الرعب,والإخراج السينمائي له. وبيتر ستروب المتوفي حديثا. وعلى ذكر الموتى يمكن إضافة خامستهم آن رايس الراحلة منذ عام.



  • رايفين فرجاني
    ناقد أدبي وسينمائي نشر عدد من المقالات على الشبكة,وكاتب روائي يعمل على عدد من الروايات والقصص القصيرة التي لم تنشر بعد.
   نشر في 29 أكتوبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا