الجائعون يموتون

نشر في 11 يوليوز 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ما يمر يوم عليك وأنت ذاهب لعملك، إلا وترى فقراء ومشردين يجوبون الشوارع والأزقة بحثُا عن طعام أو شراب أو مال يسدون به حاجتهم، فمن يراهم إما أن يعطيهم مما أعطاه الله، أو لا يبالى ما دام يملك المال والثروة، فالأول ربما أحس بألم الجوع أو يفعل ما أمره به دينه وقيمه وعاداته، أما الثانى فلا يملك الرحمة ولا الضمير، وهذه هى المشكلة أن الغنى يريد أن يزيد غنى بدون إنفاق أو مساعدة الآخرين، فيزداد عدد الفقراء وتظهر مشاكل الغذاء التى بالتالى تؤدى إلى المجاعات التى تنتهى بالأمراض أو الموت.

كانت المنظمات الأممية فى العقدين السابقين على أمل أن تقضي على مشكلة الجوع، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد زاد عدد الجوعى والفقراء، حيث ذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن عدد الجوعى في العالم ازداد منذ عام 2015 الذى اقترب عدهم من مليار جائع من سكان الكرة الأرضية.

يجب على هؤلاء الأغنياء أن ينفقوا جزءا من أموالهم لإطعام هؤلاء الجوعى من باب الانسانية والرحمة والضمير والإحساس بالآخر، ألا تتخيل أيها الغنى أن مليار جائع ربما سيسببون لك أزمة مستقبلة ، وستكون البيئة الفقيرة هى بيئة خصبة للفساد والجرائم الذي سيضر أصحاب الأموال؟ ألا تتخيل بمساعدتك لهم من كافة الاحتياجات تحولهم من الجهل وتستفيد منهم كثروة بشرية ربما تفيد الأجيال القادمة كما استفادت الهند والصين من الثروة البشرية وتحويلها إلى طاقة محركة للتطور والتقدم فى كافة المجالات؟ ألا تعتقد أنه كلما زاد الفقر والجوع ارتفعت فيه معدل الجريمة والأفعال غير الأخلاقية ؟
أنت فقط أيها الغنى تحاول القفز على حقوق الفقراء وترفض الانفاق أى شئ على الفقراء معتقدا أن المال سينفد ولن تستفيد منهم بشئ يزيد ثروتك!

ونرد علي هؤلاء بأن الكرماء ينقصهم المال والأغنياء ينقصهم الكرم، يقول الدكتور مصطفى محمود:برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائى من السعاده و الشقاء الدنيوي متقارب. فالله يأخذ بقدر ما يعطى ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر.

سيزداد عدد الجوعى أكثر من مليار فى السنوات القادمة، ما دام لا يوجد قلوب رحيمة تنفق على اطعامهم وتوفر لهم احتياجتهم، ومادام هناك حروب وصراعات سيزداد الجوع والتشرد بين السكان، وما دام هناك احتباس حرارى وتغيرات مناخية بسبب ما خلفه الانسان نتيجه الثورة الصناعية التى كان لها تائج إيجابية وأخرى سلبية مثل انتشار عودام المصانع، سيرتفع عدد الفقراء طالما لم توضع خطط واستراجيات فعالة تلتزم بها جميع الدول والمؤسسات والمنظمات.