"100 وش".. حينما تتبدل ملامح الإنسان فيفقد هويته! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"100 وش".. حينما تتبدل ملامح الإنسان فيفقد هويته!

  نشر في 30 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

يمر الإنسان خلال مشواره على أرض الحياة بتنازلات عديدة، ولكن ثمة تنازل إن استسلم الإنسان أمامه فهو تنازل عن وجوده وخضوع لقوى الدُنيا وأهواء النفس!، تنازل يحمل في باطنه كارثة وبحق!، خيانة الإنسان لإنسانيته التي إن فقدها فقد كل شيء!، تهديد صريح لكيانه، خطر يُحدق بنا ويعقد العزم أن ينال من فريسته حتى قيام الساعة!، ولكن قلما تجد من يعي الأمر قبل فوات الآوان!، فهل أدركته؟

لعلك تتساءل الآن، تتقاذفك أمواج الفكر هنا وهناك، ما الخطر العظيم الذي أتحدث عنه بلهجتي الصارمة؟، لا تتسرع في الحكم قبل أن تتشرب كلماتي جيدًا، فقد تجد بها طوق النجاة.

حفلات راقصة تتحول إلى حلقات ذكر، انتفاضة على المطرب الشاب بعد إعلان الاعتزال!

خرج أحد المطربين عن مساره الفني، وذلك بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا خلال فترة قصيرة، يشهده له الكبير والصغير، وفي عز توهجه وتألق حنجرته الذهبية كما عُرف بها، قرر الإعتزال وأعلنها بكل جرأة دون خوف أو تردد، وهو الأمر الذي قابله الكثير بالفرح والتشجيع، ملايين الدعوات تخطت حدود السماء لتبارك خطوته، والبعض الآخر قابل فعله بالنفور والاستياء: "خسرنا صوت جميل"، "مش هنسمعك تاني إزاااي؟!"، "يارب يرجع يغني"، وغيرها من التعليقات التي لم تدعم قراره ولكنها احتفظت باحترامه كما كان.

حتى الآن الأمر طبيعي؛ فلن تجد الكرة الأرضية كلها تتفق بصدر رحب على قرار إنسان أو ترفضه رفض قاطع، ولكن ماذا عن خروج أصوات تتلذذ في سب إنسان كل قراره أن يعود إلى ربه دون أن يأذي مخلوق بفعلته؟!، خرجت أصوات دافعت عن الفن وأصحاب الإبداع وكان هو ضحية هذا الدفاع، لتتوالى التعليقات المُشينة على رأسه مطالبة بعدم الاكتراث بأمره وتركه وشأنه كي لا يحقق مراده ألا وهو "التريند"!

وفي واقعة أخرى خرجت "نفس الأصوات" لكي تُقاتل إنسان استغل وقت فراغه خلال العمل بقراءة القرآن!، ليعلنها أحد المُطلين علينا من خلال شاشة الإعلام -أخشى أن أطلق عليه لقب إعلامي لافتقاره أخلاقيات المهنة- لينتقد عمل دكتور صيدلي وهو يتنسم بركة القرآن الكريم خلال وقت راحته، موجهًا سؤاله بضراوة شديدة: "ليه مش بتتفرج على وثائقيات ولا تقرا مراجع الأدوية من باب أولى؟!".

قال الله ورسوله.. حرب مُمنهجة على أصحاب كلمة الحق!

ومن هُنا بدأت الحرب ودق ناقوس العصيان من قِبل أصحاب "التطبيل" الإعلامي!، فكيف يجرؤ أن يستغل "مكان أكل عيشه" في ممارسة طقوسه الدينية؟!، أين الضمير؟، أين الإخلاص في العمل؟، لقد ضاعت البلاد على يد هؤلاء المتراخين في عملهم، الإقتصاد دُمر والسبب من تنازل عن قيمة العمل نظير تمسكه بدينه!

وكأنه ارتكب جريمة لا تُغتفر!، وكأنه قضى على البشرية وأبرم إتفاقية مع إبليس على سحق الكون!، وكأن الشر تمثل به!، ولكنك لن تجد الأمر يستحق كل هذه الجلبة؛ فكثيرًا ما سمعنا عن هذه القضايا في مجتمعاتنا العربية.

ولكن..

"فن وسيما وغنا".. كرنفالات المهرجانات تتألق على الأرض المباركة!

ماذا إن وجدت نفس الأصوات تخرج في اليوم التالي لتشهد وتدعم إحتفالية على أرض مقدسة؟!، صخب وأضواء وفساتين تزداد عُريًا مع كل عدسة كاميرا تلتقطها، مهرجانات تحشد آلاف الحاضرين، لقاءات صحفية بلا مضمون أو هدف، "أي كلام" فقط لتسجيل لقطة حصرية من نجم النجوم!، الجميع يتألق في هيافته!، على أرض شهدت رسالات سماوية ومحاربة للكفر حتى آخر قطرة دم، اليوم عادت قبائل الجهل ولكن بنسخة القرن الـ 21!، نسخة "مودرن" تتخفى خلف أشيك "البراندات"، لتتسلم جوائز الإبداع الفني وسط تصفيق حار يُزلزل العالم بأسره!، والمؤسف أن من ضمن المُكرمين "راقصة" تتسلم جائزة تقدير عن مُجمل أعمالها!، فما هي مقاييس الحلال والحرام لديهم؟، أين مصداقيتهم؟، حينما تجدهم بالأمس ينهالون ضربًا على من يقرأ القرآن ويستنكرون فعلته، وصباح اليوم يُقيمون المحافل على أرض باركها الرحمن وطهرها من الفساد والمفسدين، أي تناقض هذا وأي كارثة أخلاقية وصلنا إليها؟!

من غرفة العمليات تضرعًا إلى أضواء الشهرة عُريًا!


تخرج فنانة -كما وصفها البعض رُغمًا عن الشعب- لتناشد جمهورها بالدعاء لها في محنتها الصحية، تُقابل أزمتها بالحمد والشكر لله والرضا بما قضى به، وبعد أن ينزل شفاء الله عليها تبدأ سلسلة من التناقضات بامتياز!، تعود لكافة أنشطتها الفنية دون النظر إلى كرم الله بعودتها للحياة مُجددًا بعد أن كانت على فراش الموت!، تخلع ثيابها مرة أخرى وتخرج للجماهير العريقة وكأنها لم تكن تتوسل إلى الله لينجيها من كربها؛ لتنال رضا "المنتجين" عليها وتحصل على البطولة بعد أن اعتزلها التمثيل لشهور طويلة، وكأنها أتقنت دور الضحية الضعيفة أمام خالقها وأثبتت صدق موهبتها!، لتحمد ربها أمام الكاميرات على نعمة الصحة والحياة، كاشفة عن مفاتنها ودون الحياء من رحمة الله بها، فإن أرادها تحت الأرض بلا منفذ لفعل ولكنه يُمهلها الفرصة.

حتى أن خروج مُعلمة عن إطار الإلتزام تحت مُبرر "رحلة وانبساط" وصل حد نفاقهم الصريح، فقابلوه بالدفاع والتشجيع على الحرية!، فكيف نحكم عليها من رقصاتها أمام الرجال؟، كيف نضعها موضع الشبهات لمجرد أنها أرادت الاستمتاع برحلتها دون قيود العمل و "وجع دماغ الشغل"؟، وبعد أن انتشرت مقاطع مصورة لها أثناء رحلة نيلية تشارك فيها الرقص مع الرجال كنوع من أنواع الترويح عن النفس بعد فترات عمل شاقة، خرجت مناصرات حرية المرأة تُندد بهذا الفعل الشنيع، ليس في تمايلها بحركات مثيرة بين الرجال وهي على ذمة آخر، ولكن بمن استباح خصوصيتها ونشر المقطع علنًا!، ليخرج على نفس الخط الإعلام فيساندها في محنتها، ويستضيفها لتسرد قصة بطولتها العظيمة أمام ظلم العالم لها!، فتصبح مقصد نجوم الفن لتشجيعها أكثر فأكثر على العيش بحرية دون الالتفات لرأي الناس!، حتى وبعد أن خسرت عملها، خرجت شخصية نسائية من الطراز الرفيع لتقف بجوارها في أزمتها وتعرض عليها العمل في مكتبها ردًا لاعتبارها!، أعترف أن الإنسان بطبيعته خطاء، ولا لوم عليه في ذلك، ولكن هل نُساند من يجهر بخطيئته دون الاعتذار عنها؟، هل ندعم الخطأ ونُغرق الأصول في الوحل؟!، هل نقف أمام الحق بالمرصاد ونُرافق الباطل في "رحلة على النيل"؟!

ومؤخرًا، وبعد ما أُثير حول أحد الأعمال التي خرجت من رحم منصة عالمية لا تدعم سوى "شواذ" القيم والمبادئ، مؤامرة تلعبها الغرب لسحق العرب وتحويل العالم بيتهم الكبير، بلا حدود أو عنصرية، عادت سيناريوهات "التناقض" من جديد!، بعد دعوات حازمة بعدم التعرض لأبطال العمل، وتهديدات واضحة لكل من تُسول له نفسه بمجرد ذكر اسم أبطاله بأي سوء وإلا عقابهم عسير!، دفاع شديد اللهجة عن كل من وضع لمسته في الإخراج، أو قل في وضع لمساته الفاسقة لنشر فاحشة متحضرة بـ"شوكة وسكينة"، ومناشدات عاجلة حتى نفوق من غيبوبة النكران!:"يا جماعة دي فلااااانة، انتوا نسيتوا دي عملت لينا إيه زمان وقدمت أعمال عظيمة إزاي؟!، طب وجوزها وولادها، يا جماعة عييييب"، وكأن أولادهم "خط أحمر" والشعب آخر همهم، "في داهية"!، اندلعت ثورات تحت مُسمى الفن للفن، الفن يعرض مشكلات المجتمع وإن لم يمنح حلول جذرية لها!، الفن رسالة سامية، الفن حضارة و... هراءات من هذا القبيل.

الآن، علت أصوات النفاق لتُخرس صوت الحق، لتقطع لسان الأصول والقيم، لتحجب شمس الوعي عن أعين البشرية، وكأنها تُنفذ أوامر وما عليها سوى السمع والطاعة، اليوم نواجه "أقذر" فلسفة بشرية على مر الزمن!، عدو سيفه هو الخداع والمكر، إعلاء صوته هي مهمته الأولى والأخيرة، ونحن أمامهم "شطرنج"، يُحركونا كما يحلو لهم!

26 يناير 2022

المسجد يستغيث بالمصلين.. ولا حياة لمن تنادي!

تابع العالم العربي مباراة كروية ضمن بطولة كأس الأمم الإفريقية، بين منتخبي مصر وكوت ديفوار، حُبست الأنفاس مع كل دقيقة، تضاعفت الدقات مع كل دقة على ساعة حكم المباراة، عُنوان الـ 90 دقيقة:"من سعيد الحظ الفائز والمتأهل إلى المراحل الأخيرة؟"، حماس كبير وانفعال أكبر، تشجيع مدوي يرج المنازل، وعلى الصعيد الآخر كانت تُقام بطولة خاصة، بطولة لا تمت للرياضة بصلة، ولكنها أعظم من أي بطولة دنيوية، بطولة ينتصر فيها الإنسان على ملذاته، على أطماع نفسه، لينسحب من بين رفاقه إلى خالق الأكوان، يؤدي فريضة الصلاة عند سماع "الله أكبر"، دون الاهتمام بنتيجة المباراة، تكفيه نتيجة آخرته.

وهو ما سجله أحد أئمة المساجد، حيث خرج إلى المسجد بعد الأذان لتأدية الصلاة ولكن ما وجده نزل عليه كالصاعقة!، المسجد فارغ تمامًا من المصلين!، منظر تقشعر له الأبدان، حتى أنه خرج إلى الشارع ليطلب من المارة أن يحضروا للصلاة بدلًا من تأديتها بمفرده!، يشحذ المسلمين كي يخرجوا من الضلال إلى النور!، كما أنه وثق السبب الذي منعهم من الصلاة: مشاهدة المباراة.

اكتظت "الكافيهات" بالشباب من مختلف الأعمار، حتى أنه لم توجد أي مساحة خالية تُمكن المزيد من الإنضمام!، ولكن ماذا عن نداء الله لنا؟، هل دقائق "الماتش" كفيلة بأن تُدخلنا الجنة ليطمئن البشر إلى هذا الحد؟

"الكل بيتفرج على الماتش!"، كانت آخر كلماته قبل أن يقع عليه العقاب!

ما أن انتشر المقطع المصور على وسائل التواصل الإجتماعي؛ حتى انتهى أمره بإصدار قرار بوقفه عن العمل لمدة ثلاثة أشهر أو لحين انتهاء التحقيق معه؛ وذلك لسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي!، فهل اتضحت أمامك الصورة الآن؟

فماذا عن الأعمال التي تُنشر ويكون فيها الفجور والزنا هو الأساس؟

ماذا عن لقطات الضرب والقتل والمشاجرات العنيفة بالأسلحة البيضاء؟

ماذا عن الخمور والعُهر الفني الذي يقدمه لنا أصحاب الرسالة السامية؟

الحق أنها رسالة "سامة" تبعث الفتن والبغض والانحلال لكافة شرائح المجتمع!، ومن ينطق بكلمة الحق هو من يُعاقب ويُحرم من حقه في الحياة!، وكأن كلمة الحق كالسيف الذي تقع عليه رؤوس أصحاب الباطل ليواجهوا مصيرهم المُفجع.

الجميع يلهث وراء "المادة"، الجميع يبصق على الحقيقة ويلهو وكأن شيئًا لم يكن، فهل تتمسك أنت بها أمام مُغريات الزمن؟، هل تتماسك أمام أمواج الدُنيا وتقلباتها؟، لك القرار وحدك، ولكن تذكر: ما تزرعه اليوم تحصده عند اللقاء مع سيد الأكوان، فلا تغرك الدُنيا، ولا تخضع ذليلًا لإنسان، تألق بالحق وإن كنت وحدك، انفرد ببصرك وبصيرتك في زمن العميان!


  • 2

   نشر في 30 يناير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا