خيال علمي : يوميات ليليان
الجزء الاول "احتفال وغرابة"
نشر في 16 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
المقطع الثاني:
أصدقاء! أ رأيتم كيف أن ذلك الأسبوع كان حافلا ومميزا؟
وهكذا تعبت جدا، وقررت أن أغير من جدول يوم الجمعة خاصتي، فبعد الفطور أنهيت واجباتي المدرسية بنفسي، نعم بنفسي مثلما علمني أبي بغية أن أكون فتاة تتمتع بالمسؤولية والعزم، عكس بعض الناس الذين أصبحوا كأرباب معامل، يأمرون ويأمرون الروبوتات والرجال الأليين.
يحز هذا الأمر كثيرا في نفسي فبسبب حبنا للآلة راحت أرواح بريئة،
فمنذ عام٢٠٣٠ أصبح دور الإنسان ثانويا أمام دور الألة، وهنا ظهر فلاسفة ومفكرون هاجموا الوضع، ومن أبرزهم الفرنسي هنري لوكغريد المزداد عام٢٠١٧، والذي بدأ تفكيره الإنتقاذي عام٢٠٤٥¿مستهزئا حيث قال:
(إذا كانت الألة سيدة الإنسان، وكل من يعمل في زماننا قيل عنه مبرمجا "الأستاذ المبرمج والطبيب المبرمج والمهندس المبرمج..." يقتصر دوره فقط على برمجة ألة خاصة، لتقوم بدورها كما يجب في اليوم التالي. لماذا إذن ندرس كل أطفالنا؟ لماذا ننفق أموالا طائلة عليهم جميعا، ونحن نعلم أن نسبة ضئيلة منهم فقط في المستقبل ستعمل؟ أ ليس من الضروري دراسة ميولهم، والسماح بالتعلم فقط لذوي الميول التكنولوجية والبرمجية؟)
ورغم عمق أفكاره، ظلت الألة مسيطرة حتى حدوث فاجعة "كارثة الطفولة" في فرنسا حيث إنفجرت ألة تدريس في أحد مدارس الفنون الخاصة، وصعق كل من في المدرسة كهربائيا، ذلك أن تلك الألة تستنفذ خزانا ضخما من الكهرباء في عملها ولسوء الحظ عطل نضام الإطفاء الألي أيضا فكان ما كان.
مما أدى لزيادة الهجوم عن الألة، وكان هنري سباقا كذلك فقال:
(لو أن الألة كانت ثانوية وراء الإنسان، لربما وجد في المدرسة علماء يفحصون الوضع، وما حدثت الفاجعة. ولو أن الألة كانت كمالية لما حدث ذلك، فمعلمنا الفرنسي يدرس ٩سنوات، فمثلما يدرس المعلومات والمناهج يأتي كذلك متخصصون يدرسون فيه نفسيته وتعريف علم الإجتماع عنده، بل رقة قلبه حنوه، لنحصل نهاية على معلم حقيقي يربي ويعلم ويحب تلميذه. أليس هذا الإنسان أهم من تلك الألة. كيف تسرق مكانته وهو صانعها؟)
ثم قال:
(أنا لا أنظر لعودة العصر الحجري معدوم الألة، وإنما أريدها مساعدة ومساندة للإنسان مثل أم تعد طعام إبنها، عقلها يفكر في شكل الطعام وفرحة إبنها به ويدها تعده في نفس الوقت، فهذا العقل هو الإنسان وتلك اليد هي الألة). وهذه المرة إشتد الصدى والتنديد لتعود الألة نهاية مساعدة ومساندة الإنسان.
كما يا أصدقائي إقتصرت على مكالمة هاتفية لصديقتي سوزان، أعتذر منها وأطمأن عنها، لأننا في هذا اليوم نهدي نفسينا في مسائنا جولة حول الحديقة تنسينا الهموم وتطعمنا التفاؤل.
وها هنا تستمتع سوزان بالإنصات لتغريد العصافير، لربما كانت ستحادثهم ببرنامجها الخاص والمبتكر لو ذهبنا، أما أنا فأقطف وأستنشق عبق الزهور الزهرية خاصة النرجس الزهري، لا تستعجبوا أبدا لقد أصبح الفلاحون يستخدمون غبار بعض الكواكب كسماد للنباتات، فكان سماد الورود غبار كوكب الزهرة، والخضر غبار كوكب أورانوس، والنخيل غبار كوكب أوزيروس المكتشف سنة٢٠٢٨.
وحلت الليلة الموعودة أ مستعدون لأحداثها؟ إربطوا الأحزمة، وإستعدوا مع القلوب لرحلة رائعة وخارقة. في ذلك اليوم كان الجميع حول العالم منشغلين، وفي الإحتفالات مغمورين، قد يبدو الأمر غريبا فمن المعروف والمألوف أننا كلما تقدمنا وتطورنا تناسينا الإحتفالات والعلاقات المجتمعية، وقد حدث ذلك فعلا لكن سرعان ما عاد العالم يقدس الإحتفالات والعلاقات تقديسا تقديسا، وكيف لا والحياة بدونهما تعاني الجفاء والأحزان أيما معاناة٠
ومع ضخامة الإحتفالات من حولي لم أكترث أبدا، أنا مسلمة أحب عيد الأضحى، عيد الفطر، ورمضان شهر التوبة والغفران، إضافة لأعياد بلدي الحبيب المجيد. لذلك ففي الساعة٩ هممت إلى فراشي، ودخلت بعد ساعة في سبات مريح وعميق، فإستفاد جسمي من أفضل ساعات النوم من١٠ وحتى٢، فساعة واحدة من هذه الفترة تعادل ثلاثا في الأوقات الأخرى، وحققت مرة جديدة شعارنا في المستقبل "مدة صغيرة وفائدة كبيرة".
يومها حلمت حلما بشعا أسرع دقات قلبي، وأيقضني أتصبب عرقا، وأرتعش خوفا، وبتفكير نفسي داخلي في النور، والأمن تحت ظل الضياء، أغلقت الدارة الكهربائية فأنيرت غرفتي الصغيرة، وأقبلت إلى شرفتي أنظر إلى القمر الحقيقي المصنع٠
إسمه غريب لكن إن عرف السبب بطل العجب، إنه قمر إصطناعي يختلف عن غيره شكلا وغاية، شكلا فهو توأم الحقيقي لكن بحجم أصغر، ثم غاية فهو ليس لإرسال موجات التلفاز، ولا للتنبؤ بأحوال الطقس، هو زينة في السماء يطلق كل يوم إحتفال، لتعويض القمر الحقيقي إن غاب، ذلك أن القمر رمز للفرح والوئام والإحتفال في أمريكا، وطعم الإحتفال بوجود القمر طعم أجمل يبث السعادة في قلوب الأمريكيين أكثر، وهو من إبداع أنامل العالم التقني جوليان بندلتون المزداد في مانهاتن سنة٢٠٦٠م.
أ رأيتم يا أصدقاء إلام وصل العلم والتطور في زماننا؟
وفجأة رأيت صحنا طائرا وقد حط في حديقة منزلنا، أسرعت إليه وحادثت ركابه الثلاث. لقد كانوا لطفاء، إلا اني شعرت بحسرة وألم تملأ أعينهم، وبمناسبة حفل رأس السنة كانوا يرتدون ثيابا غريبة، مغطاة بفرو ناعم ومتلألأ، كتب عليها من الأمام "لوسيان لن ننساك أبدا"٠
قد كان ثوب الأب أزرق، على رأسه خوذة فضائية بما أنه الربان المقدام، والأم ثوبها زهري جميل، لقد كانت تحمل صورا لطفل صغير يرتدي الثياب نفسها باللون الأخضر، والإبن ثوبه بنفسجي على أذنيه سماعات موسيقى.
ارجو التفاعل و ابداء ارائكم الخاصة
واخر مقطع من القصة قريبا ان شاء الله
و شكرااااا
-
Meriem Bouzianiأهلا بكم في صفحتي المتواضعة هذه أتمنى أن تحبوا ما أكتب وتبدوا لي اراءكم ونصائحكم لكتابة أفضل وأكثر تطورا وشكرا ^^.
التعليقات
واصلي وفقك الله
وشكرا لك