الوداع الاخير
قصتي مع المرض_ الجزء الثاني
نشر في 27 غشت 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
نهايتي تقترب كل يوم، تقترب دون إذن مني، حتى الحض لم يحالفني في ذالك ما ذنبي انا ولدت في هذا البلد دون إذن مني ايضا ولدت فقيرا دون إذن كل شيء في الماضي حدث دون اشعر بذالك عائلتي ايضا لم اخترها عمي خالي كل شيء وجودهم في حياتي مجرد اخطاء فرضت علي كيف لا أحد يسأل عني هل تناولت من الطعام ما يكفي لسد حاجتي هل اعاني مشكل ما في حياتي ربما كنت على صواب لأنني اخفيت عنهم حقيقة اصابتي بالمرض وطبيعته لو كنت فعلتها لرأيت الجميع يعرهون الى الهاتف ليكونوا ضمن الاولين عمن يطمئن عن حالي الجميع سيضعون قناع النفاق والكذب وستجدهم يدعون الاهتمام بأمري، سيسألون عن حالي وسيدعون معي لان الدعاء غير مكلف بالنسبة لهم لذا تجاوزت الامر لم اعد الان في حاجة الى احد فبقائي على قيد الحياة مسألة وقت لا غير لم يعد لدي من الوقت ما يكفي لأعذب معي شخص يكفي انني الان اتعذب لوحدي، لن انتظر شيء من احد ولا احد سيمنحني ما عجز الله عن منحي اياه ألا وهي صحتي. انا الان بين سكرات الموت ربما اليوم او غدا سألتقي الله سألتقيه وأنا محمل بأسئلة ربما يجيب لي عنها قبل ان يحاسبني سأسأله بكل حب وإخلاص إن كنت يا ربي تحب العدل وتحرم الظلم فلماذا خلقت هذا يسكن قصرا وذاك يسكن كوخا أو علب سرديين لماذا خلقت هذا سلطانا وذاك بائسا معدما فقيرا؟ لماذا منحت هذا كل شروط الحياة وذاك نزعها كاملة منه؟ لماذا خلقت طفلا يتململ في الذهب والديباج وذاك تسقط على رأسه الصواريخ وبراميل البارود؟ لماذا ابتليتني مرضا والأخر بصحة جيدة يغتصب النساء ويسلب ممتلكات الناس؟ من منا يستحق المرض انا ام ذالك الذي ينهب ثروات الشعوب ويجوعهم ويمارس عليهم ألقمع اعرف ان الله سيجيبني وسيقنعني بكل شيء لكن لن تكون اجابته كمن يدعون انهم حراس الله في الارض لن يتهمني بالكفر ايضا لأنه يعلم انني احبه ولا انافقه يعلم ايضا انني احبه ولا ابتغي من حبه رضاء اناس كما يفعل تجار الدين...
نهايتي اقتربت اكثر وأنا احس بها بينما ادون هذه الكلمات
-
رشيد بودينحو مستقبل ما
التعليقات
هم يريدون الدنيا فيهبهم كل الدنيا و لا يعطيهم بعد ذلك شيئاً
اما نحن عباد الرحمن فيبتلينا ليرى حقاً من باع الدنيا و آثر الآخرة فيهديه الجنان