من يقف وراء التأخر العلمي في الدول النامية؟
الرد على منتقدي المقالين السابقين"التعليم ي الدول النامية هو مجرد وهم" و "أسباب التأخر العلمي في الدول النامية"
نشر في 11 أكتوبر 2014 .
تحدثت في المقال السابق عن أسباب التأخر العلمي في الدول النامية ، و قد اتهمت الدول الغربية في مقال"التعليم في الدول الناميةهو مجرد وهم" بالوقوف وراء ذلك التأخر، و الحقيقة هو أنني لست متأكدا تماما من هذا الأمر، ذلك أنه من المحتمل أن يكون أسلوب التدريس في العالم النامي هو السبب في هذا التأخر العلمي ،و سأشرح ذلك فيما يلي.
يهتم الطالب أو التلميذ أثناء فترة دراسته بالنجاح أو التفوق الدراسي، و لذلك فهو لن يسعى الى معرفة الصلة التي تجمع بين ما يدرسه و الواقع بالرغم من أن التلميذ في السنوات الأولى من دراسته قد يسعى الى كشف تلك العلاقة بدافع من الفضول، لكنه سيصطدم بجهل الأساتذة و المدرسين بذلك، و اذا حاول معرفة الأمر بنفسه سيتدهور مستواه الدراسي و سيتهمه البعض بالكسل و الخمول، لذلك لن يكون أمامه سوى خيار واحد، و هو أن يغمض عينيه عما يدرسه ،وأن لا يسعى سوى الى النجاح، و حتى لو واصل دراسته بأحد الدول المتقدمة فهو لن يتخلى عن الفكرة التي نشأ عليها، وهي أن ينجح فقط و أن لا يعمل عقله فيما يدرسه، و هو بالتالي لن يستفيد من دراسته في تلك الدول.
من المحتمل أيضا أن تكون الدول المتقدمة هي من سعت الى تحقيق هذا الأمر، و هو أن يظل العالم النامي متخلفا لا يضم أى عالم أو مفكر، ليتمكنوا من السيطرة على الاقتصاد و امتلاك مختلف الآلات، و هم يعلمون أن المتعلم في الدول النامية لن يتمكن من صنعها، و ذلك بسبب حجب تقنيات الصنع عنه في النظام التعليمي التي أسسته أيديهم.
يقودنا التحليل السابق الى طريقين لا ثالث لهما ،فإما أن تكون الدول الغربية هي التي سعت الى اخفاء تلك العلاقة الكامنة بين ما يدرسه المتعلم في الدول النامية و الواقع، و سعت أيضا الى حجب تقنيات صنع مختلف الآلات عن المتعلمين في تلك الدول، و اما أن يكون السبب هو فساد النظام التعليمي في الدول النامية ،و الذي يجعل المتعلم يعتاد اغماض عينيه عن الحقيقة ،و أن لا يسعى الى كشف العلاقة التي تكمن بين ما يدرسه و الواقع، و حتى لو واصل دراسته في الدول المتقدمة فهو لن يستفيد منها في شيء كما سبق و أن أشرت، و في هذه الحالة لا يكون للدول المتقدمة أي علاقة بالتأخر العلمي في الدول النامية.
-
مروان السالميطالب بكلية الهندسة