لاشيئ ينتظرك
أقضم التفاحة أيها الدرويش ..!
نشر في 27 يوليوز 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
في عز الشباب كنت وأصدقائي مثاليين نخاف من العيب ، نقرأ كثيرا ونفكر كثيرا ، وعندما يحين وقت المغامرة كنا نلتزم الأصول والأعراف خوفا من الأنحراف ،
كنا مثالا لحسن السيرة والسلوك ، وقد أصطفينا لانفسنا من الأصدقاء من هم على شاكلتنا في الالتزام وحفظ النظام .
وعندما شارفنا الخمسين صحونا فإذا نحن بلا مغامرات ، ووجدنا أنفسنا وقد فاتتنا الحياة واننا لم نفعل شيئا في حياتنا سوى التفكير والكلام بلا عمل ،
فبدأنا نتصل بأصحابنا القدامى من المجانين نستجدي منهم بعضا من حماقاتهم وتهورهم عسى ان نلحق بالحياة ،
لقد كنا في غاية الأحترام و التقديس لاعرافنا وفي غاية الأهمال لأنفسنا .
لقد عشنا حياة ينقصها الجنون ،،
واكتشفنا اننا كنا عبيدا ، والمجانين كانو ملوك الارض .
وانه مهما امتلك الانسان الكثير ، فبلا شيئ من الجنون فهو مسكين فقير .
* كان هناك صديقان ، وبينما هما يسيران وجدا تفاحتين في عرض الطريق ، فتناول الاول تفاحته وبدأ بقضمها والأستمتاع بطعمهااللذيذ ، اما الثاني فقد كان درويشا وانشغل في تفحص التفاحة والتفكير في شكلها ولونها وكيف سقتط في الطريق ، وماذا سينظر إلي إمام المسجد لو راني وانا أقضم التفاحة ،
هكذا وبينما هو غارق في التفكير لمحه غراب من بعيد وهجم عليه خاطفا منه التفاحة تاركا اياه ينظر في حسرة على التفاحة التي سرعان ماذابت في معدة الغراب ، *
((فيا صديقي الدرويش .. أقضم تفاحتك الأن قبل ان يسرقها منك الغراب .! ))