إخلال بالحياء العام
كانت على عجل. قلـّمت أضافرها. فتحت درج الدولاب. وضعت راحت يدها على ذقنها في حيرة لباسها. لبست قميصا حريريا، ورديا، منقط بحبات الربيع. ارتدت سروال الجينز المتحرش بنعومة أردافها. انتعلت حذاءا عالي الكعب. وقفت أمام مرآة الحمام تتطلع لأسنانها الصفراء. في حركة لا إرادية، سوت حمالة صدرها إلى الأعلى. جمعت شعرها المنكوش تحت قبعتها، ثبتته بمقبض الشعر، لحين وصولها لموعدها الأسبوعي مع صديقاتها في فضاء المقهى الفسيح، المتنفس الوحيد داخل فضاء المدينة.
مدينة مغلقة على نفسها. الأهالي يتزوجون فيما بينهم. الغرباء يفكرون في التسلية فقط... أين سيجدون فرص اللقاء مع فتى أحلامهن في مدينة مثل هذه؟...
ولجت المقهى. أدارت بعينها ماسحة المكان... لم تجد شيئا فضوليا... ارتكنت لكرسي في ركن بعيدا عن أعين المتلصصين. استوطنته في تنهيدة الارتياح والجميل، بعد مشقة المواصلات. أخذت جريدة وجدتها على الطاولة. تتفحص الأخبار "البايتَ" في شرود... تذكرت المكان وأشباه الرجال يحدقون... ابتسامة جالت في قاع خاطرها المنفلت مرددة:
الرجال كائنات خـُلقت لتضحك النساء بسببهم، وتسخر من أذقانهم...
عقفت شعرها إلى خلف رأسها، على شكل ذيل فرس. نظرت إلى وجهها في مرآة صغيرة أخرجتها من حقيبتها السوداء. وضعت أحمر شفاه. مصت شفتيها لتلذذ طعم الفراولة. أشعلت سيجارة. بدأت تنفث دخانها في صمت...
في حالة هستيرية، دخل أخوها الصغير إلى المقهى. بدأ يسب الدين والذات الإلهية، يتطاير الزبد من حواشي فمه، عبارات الوعيد والتهديد، جمل القذف والتجريح مصحوبة بكلمات ماجنة.. تطاولت يده في لطم لوجهها... جرها من شعرها...
ملحوظة: لا يوجد نص تشرعي لردع تصرفات الوصاية... في حين يوجد نص لجرائم الشرف والتخفيف في الحكم...
سعيد تيركيت
الخميسات 04 / 04 / 2015