غرباء في ليل خراسان(1) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

غرباء في ليل خراسان(1)

قصة قصيرة الجزء الأول

  نشر في 08 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

منذ ثمانية وعشرون عاماً أنجبت "أريا" أجمل توأم في مدينة "خراسان" وسمتهما "همس" و"بيلارا" وبعد مرور ثمانية وعشرون عاماً من التعب والسهر عليهما أصبحت "بيلارا" طبيبة و"همس" كاتبة روائية.

في مساء يوم الخميس ألقت "همس" نفسها على الأريكة، وتكلمت بصوت فيه بعض ومضات من الأنين قائلة: كم أنا بحاجة إلى "جان فالجان" في حياتي، سمعتها أمها وقالت لها: من هذا يا "همس"، ردت عليها "بيلارا" أثناء قدومها إلى الصالة قائلة: أنه شخصية حنونة في رواية باريسية، هزت "أريا" رأسها وقالت حسناً ... من الجيد أنكم اجتمعتم بالصالة سوف أخبركم بشيء مهم، الأسبوع القادم أخاكم "بيجان" سوف يقوم بإجراء عملية جراحية، قالت لها "همس" بصوت قلق: ماذا! من أخبرك بهذا يا أمي وكيف ذلك هل هو مريض؟، ردت "أريا" نعم يا عزيزتي اتصلت بي زوجته من "دبي" في الصباح الباكر وأخبرتني بذلك ولم يرد "بيجان" إخبارنا قبل هذا الوقت لكي لا نهكل همه، كما أن عمليته ليست بالخطيرة ولهذا سنسافر غداً أنا وأباكم ونمكث في "الإمارات" مدة شهر، هل ستأتيان معنا.

قالت "بيلارا": أتمنى ذلك يا أمي ولكن لدي عمل كثيف في المشفى، ثم قالت "همس" حسناً يا أمي سأحاول أن أخذ إجازة من الجريدة ولكن ليس الآن ربما بعد أسبوعين، هزت "أريا" رأسها بحزن ثم تابعت عملها بالمطبخ.

سافرت "أريا" وزوجها وقبيل سفرها وضعت قائمة طويلة من التوصيات والنصائح لبناتها.

جاء الليل..

وهي أول ليلة "لهمس" و"بيلارا" من دون والديهما، جلست "بيلارا" على الأريكة متعبة من عملها، أما "همس" بدأت بتحضير العشاء وإذ بها تنظر إلى النافذة من بين أهداب عينيها حيثُ لمحت الستائر تتحرك يميناً ويساراً، شعرت بالخوف ثم قالت بصوت خافت بيلااا ....بيلاا أُنظري إلى الستائر يبدو أن أحدهم يختبئ خلفها!.

خافت "بيلارا" وقامت بإزاحة وجهها ببطء إلى جهة الستائر، نظرت إليهم بخوف وتوتر من بين أهداب عينيها....

كل ثانية كانت تزداد سرعة الستائر، ثم لاحظت أن النافذة مفتوحة، أسرعت لإغلاقها وقالت لهمس يا ذكية إنه الهواء ولا تُخيفيني مرة أخرى دون سبب يكفي قلقي على أخاكِ.

جاءت "همس" إلى غرفة "بيلارا" في منتصف الليل، وقالت لها: سأنام في غرفتك الليلة لكي لا تخافي أثناء نومك، قالت لها "بيلارا" بصوت ضاحك: أنا هي الخائفة أليس كذلك، حسناً هيا تعالي للنوم بجانبي ولكن لا تُيقظيني في الليل لأمر تافه.

أسرعت إليها "همس" وقالت لها: حسناً ولكن ما رأيك بكوب من الشاي الساخن قبل النوم، حيثُ أن هذه الليلة باردة جداً وخلال كلامهما طُرق باب المنزل.

هذه هي المرة الأولى التي يُطرق فيها الباب في مثل هذا الوقت من الليل، قالت "همس" إياكِ أن تفتحي الباب يا "بيلارا" أو أن تصدري صوتاً ولكن "بيلارا" لم تستطع تجاهل إلحاح الرنين المتواصل.

نظرت من عين الباب إذ به حارس العمارة، قامت بارتداء شال مصوف على كتفيها و فتحت له الباب وإذ به يلتقط أنفاسه بصعوبة والعرق يتصبب من جبينه ويقول: "بيلارا" "بيلاراا" ساعدينا يا ابنتي لا أعرف طبيب غيرك هنا، قالت له "بيلارا": اهدأ ما بك أيها الحارس ، ثم ذهبت نظراتها إلى الأرض وإذ بشاب ملقى أمام منزلهم لديه جروح في وجهه ويديه، قالت للحارس ما هذا، من هذا، ولمَ جئتَ به إلى هنا؛ قال لها: أثناء جلوسي في الخارج مرت سيارة سوداء معتمة وقد رمت هذا الشاب في منتصف الشارع ثم رحلت مسرعة، اقتربت إليه وإذ بالجروح والندوب تملأ وجهه، ويحتاج إلى علاج يوقف النزيف من أنفه، لم أعلم ماذا أفعل، جئت به إليك كي تعالجيه، أنتِ طبيبة ولا يجوز أن نتركه ليموت هكذا.

قالت له "بيلارا ": لكن ليس بهذه السهولة يجب أن نتصل بالشرطة والإسعاف ليفتحوا تحقيقا بالموضوع . قال لها: لا لا لا.... لا أريد الدخول في هذه المتاهات ربما لديه علاقة بالمافيا، لن أُعرض عائلتي للخطر لا ..نعم لا ... ليس لي علاقة بأي شيء هذا الرجل مريض وأنتِ طبيبة وأنا سوف أذهب.

صرخت عليه "بيلارا" قائلة: ولكن توقف، إلى أين أنت ذاهب توقف، تباً يا لك من رجل جبان.

نظرت إلى الشاب وشعرت أن من واجبها معالجته في أقرب وقت كي لا يكون هناك خطر على حياته، قالت لها "همس": هيا يا "بيلارا" ساعديني بحمله إلى الداخل علينا أن نسعفه بسرعة، ليس من المعقول أن نتركه هنا ليموت أمام منزلنا، قالت "بيلارا": حسناً سوف أقوم بمعالجته بالإسعافات الأولية وسأوقف النزيف ثم أطلب منه الرحيل.

قامت الأختان بحمل الشاب ووضعه على الأريكة، وبعد ساعتين من علاجه قالت "بيلارا" حرارته مرتفعة جداً يجب وضع كمادات باردة له طوال الليل، قالت لها "همس": حسناً يا أختي اذهبي أنتِ واستريحي قليلاً وأنا أسهر عليه لتخف حرارته ويستعيد وعيه، قالت لها "بيلارا": حسناً ولكن ابقي حذرة جداً منه.

ظلت "همس "على هذه الحالة إلى وقت الشروق ثم سرقها النوم وغفت قليلاً على المقعد بجانب الأريكة.

يتبع في الجزء الثاني

بقلم سهام السايح


  • 5

   نشر في 08 ماي 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 5 سنة
بداية مشوقة ،قصة رائعة سهام .
1
ward ward منذ 5 سنة
قصة جميلة جدا
2
سهام السايح
شكرا لك عزيزتي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا