و لأن العود يبدأ بتيهان فكرة ثم استقالة عبرة كنت انا وسطا بينهما ..كان لزاما علي أن أبادر بتصحيح الغياب أو تعويض الحرمان ، لا عليك يا قلمي ،لم أبتعد عنك عمدا طول هذا الزمن، فما شغلني هو بالي الذي لا يريد أن يشغل أحد سوايا ، و لما كنت لوحدي في أن ينشغل عني باقي الناس لغربتي و ابتعادي ،قلت في نفسي تعال يا قلمي و ترجم عني مكامنا عميقة لن يُشبع لساني رغبتي في الإفصاح عما لا عنوان له ، عذرا يا قلبي.. تلك هي سننن الأولين في صبرهم و ختام الحاضرين في صمتهم ،كم بدت لي السنون أياما معدودات و قد نال مني التغريب العمدي فرصة للعزلة ثم العودة بفاصل جديد و بلا ترتيبات لأني أكره ان احضر لشيء يباغتني في مشاعري، هي جوانح الكلمات التي أبت الا أن تكسر جدار الصمت و تخرج للعلن و تفصح عن فوراقا في الزمن خلتها أخطاء تقديرية ..
بلا عنوان لكل قضية تأخرت في الفصل ،بلا عنوان لكل تحية لم أتمكن من صناعة كلماتها برقي ، فبلا رقي لا مزيد من العبارات..بلا عنوان قضية في غزة التي نرقب في فلسطين بعفوية تامة نصرا أكيد، بلا عنوان قد يكون عنوانا لأكثر من مقال أرنو من خلاله لأن أعود لأسطر الكلام بعد انقطاع في الزمان و المكان ، لم يكن للوقت دخل في تحقيق النصر الذي كان ثقيلا في تجليه، بل على الصبر أن يكتمل في نصابه لمن أراد أن يبقى متحكما في زمام الأمور..
بلا عنوان ..لم أعرف كيف بدأت الكتابة لكن العودة اليها جاءت بدافع لنصرة القضية الفلسطينية التي تعطينا الحماس لكتابة الأحرف و لو بلا تعريف ،فليس كل ما لم يعرف عنوانه يُجهل مضمونه و ليس كل ما يحمل عنوانا يفهم سياقه ، في جعبة المرابطين في القدس الشريف ألف عنوان حينما غابت العناوين لدينا لأننا نبصر بالعين و نسجد بالجباه و لا نحرك ساكنا أو نحدث تغييرا و لو طفيفا في نصرة القضايا التي لا تحتاج لجهد جهيد و لكن في تأخيرها و تعطيل الحسم فيها ألف حكاية جديدة قد تنطلق بلا عنوان لتصير عناوين عديدة في قادم الأيام لكل من استعصى عليه أمر أو خانته قضية من قضايا الشرف ..في الختام لا تنسى أن تترك عنوانا لابنك أو ابنتك و أنت تتكلم عن غزة العزة.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية