أبلغ اليوم عامي الثلاثين.
في منتصف العشرينات, لم أتخيل قط أن أبلغ هذا العمر. لو قال لي أحد وقتها بأن العمر يجري بتلك السرعة لما صدقته. ربما هي سذاجة العمر أنذاك , سذاجة الأحلام , أو ربما قسوة الواقع. لا أدري!
تخيلت في بعض الأحيان بأن بعض أعوامي العشرينية لن تمر أبدا. خيل لي بأن الألام باقية وأن لا مفر منها , خيل لي بأن الأبواب ستظل مغلقة. ظللت أطرق الأبواب مرة هنا ومرة هناك.
لا شيء.
لا شيء يلوح في الأفق. كل ماأراه سراب, أوهام. كم عشت معلقة بالأمال, أهون على نفسي وأقول: يوما ما سينجلي هذا.
هل جربت يوما أن تكون سجين أوهامك؟ سجين آمالك؟ تقول لنفسك إصبر. غدا تشرق شمس الصبح وينجلى الظلام. تنتظر لسنوات عدة وتقول : لمتى؟
هل جربت يوما أن تبكي على ضعفك و قلة حيلتك؟ أن تبكي في أنصاص الليالي, وتخفي دمعتك؟ أن تحتضن نفسك بنفسك؟ وتقول يارب منك الفرج.
اليوم بملء فمي أقول نعم! إن الظلام ينجلي يارفاق, وتشرق شمس الصباح.
تجلس يوما مع نفسك وتقول : كيف إنجلت؟ كيف إنفتحت الأبواب المغلقة من غير حول لك ولا قوة؟
أقول : إنظر بملئ عينيك للسماء وهناك تجد الإجابة.