لماذا تركت صلاة الجمعة ؟!
كعادتي في كل صباح جمعة ... استحم و أقرأ سورة الكهف و ارتدي ثيابي النظيفة و اذهب الى المسجد.
نشر في 20 مارس 2017 .
محمود اليعرب:
كعادتي في كل صباح جمعة استحم و أقرأ سورة الكهف و ارتدي ثيابي النظيفة و اذهب الى المسجد.
في الطريق الى المسجد ارى كل شيء .
اكوام قمامة،ملابس نسائية داخلية معروضة في شارع المسجد،الناس تبيع و تشتري ، مجاري طافحة.
واسمع كل شيء،شتائم بين الناس، اصولت الدي جي صاخبة، تبادل تحيات وأمور اخرى كثيرة .
وكل ذلك الضجيج الذي ابتلع بعضه و اغص في بعضه الاخر حتى اصل الى المسجد .
عند باب المسجد المتسولات يحوطن المكان و يتلملمن بعبائاتهن السوداء و يجلسن مناديات " الله يخليكم ... ماعندي غير الله و انتم ... 3 بنات يتامى ... "
ادخل المسجد بعد ان يفتشني الحارس و اصل الى الحرم بحثا عن دنكة لم يتكأ عليها احد بعد لاجلس عندها . اصلي ركعتين و انتظر الخطيب و انا اسمع الى دندنة المصلين و صوت القارئ و هو يقرأ "
إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ" .. قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ "
كما يقرأها الحافظ خليل اسماعيل فانت في العراق و في يوم الجمعة !!
بعد دقائق يرتقي الخطيب المنبر يلقي خطابا ثم ينزل ثم نصلي و نعود الى البيت لتناول غدائنا .
في الطريق من المسجد الى البيت تقفز الى مسامعي بعض كلمات يقولها الناس :
والله الشيخ طول اليوم !!
خوش خطبة و الله
ضعيف باللغة
المفروض يأكد على هالموضوع
و .... الخ
بعد عدة اسابيع جلت مساجد اخرى و سألت من صادفته ليخبرني عن خطبة المسجد الذي لم اذهب عليه .
كنت قد قررت ان اكتب تقريرا حول الخطاب الديني و لكني سأبتدأ بهذا المقال الى ان اصل الى اكثر مساجد ممكن ان اصل اليها ...
الفكرة التي تبلورت في رأسي حول الخطاب الديني هي :
ان الخطاب الديني ما زال اسير الشعارات.
كالخطاب السياسي الترويجي اثناء حملات الانتخاب.
نسمعها دوما : ينبغي على المسلم ان يكون كذا و كذا .. وعند الحديث عن الصفات الحميدة نسمع : و قد فقدت هذه الصفة في زماننا.
وعند الحديث عن امر سيء : وهذا ما عمت به البلوى .
وهنا نسأل ما هي طرق العودة ؟
كل تيارات المنبر الإسلامي طرحت طرق للعودة من أجل التزود بالتقوى و الايمان للسير بسرعة و ريادة العالم .
ولكن في الوقت عينه مضى قرابة القرن و المنبر بعيد عن التأثير في المشهد الذي يعيشه العالم . والأمة في تراجع وتخلف وانحسار وانحدار.
بالتأكيد سيقال المشكلة ليست في المناهج المشكلة في الأشخاص.
وهذا موطن خلل لان الأفكار البشرية تحتاج إلى تجديد مع مرور الزمن و إذا غاب التجديد ظهر المنهج على أنه تراث جميل لا يمكن تطبيقه ولنأتي ونقول انتا اضعنا المنهج و تبعنا سبل أخرى و المشكلة في الأشخاص .
إن المار بسوق الصفارين في بغداد يقلع به شجونه وحنينه إلى ذلك الزمن البعيد إلى السنين التي كان السوق الايل إلى الانقراض الآن مكتضا بالسائحين و المتسوقين.
ثم يهبط به حنينه إلى الحزن على نهاية هذا السوق التي من أسبابها قل الزبون ، فالزبون المشتري أما سائح وأما شيخ مسن يشتري دلة وفنجان لتذكره بالماضي .
إن المناهج التي تصبح تراثا تفقد زبائنها ولن يمر عليها إلا أصحاب الشيخوخة والسائحين في البحوث العلمية ، إنها مناهج تراث لا يمكنها أن تتنفس اوكسجينها خارج التاريخ .
إذن ما الحل ؟
عندما ننتقد اي فكرة سيقول أصحابها
ما هو الحل البديل إذن ؟
بداية من لم يجد المشكلة لن يعرف الحل .
نسأل هل نحن متفقون على أصل المشكلة ؟
إذا لم نكن متفين فكل شخص سيطرح سببا و حل له و نظرية و يخضع الأمر للتجربة .. وللتجربة ضريبة عزيزي القارئ
كل ما نراه من قتل وتهجير و هدم و هتك و ذل و خيبة نتيجة لنظرية ما أراد أصحابها أن يتاكدوا من صحتها " ندعو أنهم تاكدوا إن شاء الله ، كي يجنبونا التجريب مرة أخرى "
التجربة الكيميائية في المختبر عندما تفشل تكلفنا وقتا و جهدا و تخلف أضرارا.
-
محمود اليعرباكتب فقط لأنه لا يليق بالرجل البكاء . كاتب عراقي و طالب هندسة الكترون . كتابي ال21. حساباتي ع كل الوسائل : malyaarub