حياة الموتُ وموتِ الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حياة الموتُ وموتِ الحياة

  نشر في 24 فبراير 2019 .

الموت ليس إلا فاصلا يفصلنا عن التعامل الحسي والمادي بمن شاركونا الحياة من أحبة وأصدقاء وأناس عاديين ، لكنه لا يحجبُ تواصل الارواح والدعاء صلة وصل لا تنقطع ، الموتُ تذكرة تقطع بك فصول الحياة وتنتهي بك الى منعطف حياة أخرى لتبدأ من جديد ..أكثر ما يخيفنا نحن كبشر فراق من نحب ولا ندري أفراق العين أم الروح او الجسد ..من منا لا يكره الموت لكننا نكره حقا موت القلوب ،موت الضمير والانسانية  فينا حتى ان كان الجسد ينبض بالحياة لكنها حياة مزيفة بالموت تشتهي ان ترتاح من مآزرها وتحس بثقل ما حُملت عليها فلا هي مرتاحة في الدنيا ولا هي تاركة رفات الجسد لتنتفع منه ديدان الارض . تتجدد فينا معاني الوجود كلما تجددت جمال روحنا وصفائها وحبنا للخير ،عطاء بلا تصنع وإحتواء بلا قرب .

أما الذين آمنوا وجاهدوا واشتاقوا لخالقهم لإله الدنيا ومالك الارض والسموات ، فؤلائك أحياء بيننا وفينا وفي عقولنا وقلوبنا وماضينا وذكرياتنا وتفاصيل تعابيرنا لكننا لا نشعر او بالاحرى لا نستشعر ذلك ..طوبى لمن أحب لقاء الله فأحب الله لقائه ..سؤال يتبادر على أذهاننا كيف نحبُ الله ؟ وكيف يحبنا الله ؟  في ذكره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم رحمة لنا ونور لنرقى سواعد هذه المحبة كما جاء في سورة آل عمران قال الله تعالى  : {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }فبرهان المحبة وصلة هذه المحبة بإتباع السنة و الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته  ..هذا فيما يخص المحبة أما محبة الله لنا مقرونة بمحبتنا وقربنا له وتذكرنا له ، كلما تقرب العبد من الله شبرا تقرب الله عليه باعا وهكذا ، فالقرب برهان ودليل على صدق المريد  وصدق المحبة يكمن في العمل والاعداد للقاء الله ،التعرض لنفحاته وصحبة توصلنا اليه وتعنيننا على ذلك،  هذا الموت الذي نكرهه ونخاف من موعدنا معه حينما نتفكر في موعدنا مع الله وعظمة رؤية وجهه الكريم ،تصيبك عدوى الحب والشوق بلا أمل تعد وانت حائر في تقلب حالك وأحوالك حتى تشملك رحمة الله وتدرك ان كل الحال كان محالا دوامه ،ولا حال لنا من غير ما يحرك باطننا ويفيض من أعيننا فيظهر علينا  فكيف يعز علينا فراق الدنيا والمال والجاه والاحبة ولا يكون كل وقت قعودنا في الدنيا حرمانا من جمال هذا اللقاء ،طريق توصلك لرب عظيم ومالك  العالم البهيج والمعقد بكل تفاصيله المحيرة هي طريق صعبة الوصول فيها دروج وعروج وعقبات لا يأمنها الواحد على نفسه الا بمن تعهده بصحبته ، فقد كره الله ان نؤتى بما نكره وجعل لهاته الروح ملك يقبضها بإذنه وملائكة تستقبلها لتعلم انها غاالية عند الله وأنه ألطف بك من نفسك .

#شيماء_البقالي 



   نشر في 24 فبراير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا