يترائي امام عينيه الحائرتان طيفها الملائكي.. كان يراها كل ليلة و هي تتدلي قدميها علي اعتاب الجزيرة الصغيرة تلامسها خصلات الشعاب المرجانية المنتشرة علي الجزيرة و عيناها البنيتان تحدقان في بحيرة الماء و جدائل ضفائرها تنسال علي كتفيها..
يدور بذهنه كل ليلة امر تلك الفتاة الغريبة و ما هو السر الذي جمعها بالجزيرة..
كانت تحادث البحيرة و هي تحكي لها ما كنته من اسرار تراها بمثابة الرفيقة التي تثق بها ثقة عمياء..
يقترب منها و عيونه السوداء تنظر اليها بتعجب يستأذنها في الجلوس برفقتها قليلآ.. تنظر اليه بعيناها البريئة و ابتسامة تطل من وجهها مشيرة له بالجلوس...
تنثر الورود في البحيرة و هو يراقبها بتعجب يدور بذهنه سر الورود الغريبة التي القتها الفتاة الصبية..
و كأن الصبية قد قرأت افكاره باحكام نظرت اليه بتمعن و اشارت اليه بالسكوت ريثما تسرد له ما آل بقلبها..
- منذ صباي و انا اذهب كل ليلة الي البحيرة اشكو لها رحيل امي بعيدآ عنها بعد طلاقها من ابي و زواج ابي من تلك المرأة الملعونة التي اذاقتني الويل.. هو من كان يشعر بي و القي له في النهاية الورود التي اجمعها من الاشجار المحيطة و انا اشعر من داخلي انني سآوي الي هذه الورود يومآ ما حتي تظللني في كفني حين اهوي غريقة في المياه...
- لا تقولي عن نفسك ذلك ستئول الامور بخير...
- فات الاوان يا عزيزي وداعآ
آلت الفتاة لتقفز بحركاتها العفوية اسفل المياه.. بات الشاب مذهولآ و هو لا يدري ماذا يجري...
استوقفه العجوز الهرم الذي يبدوا عليه علامات الشيب نظر اليه بامعان
لا تبحث عنها يا بني دعها و شأنها قل بسم الله الرحمن الرحيم و احمد الله علي نجاتك..
ماذا لا افهم شيئآ..
منذ سنون طويلة يا ولدي عاشت صبية في المنزل المجاور كنا نسمع كل ليلة صراخها و هي تعذب من زوجة ابيها ثم تأتي الجزيرة و تنثر الورود حتي اتت تلك الليلة يا ولدي التي قتلتها زوجة ابيها غدرآ بالقائها في البحيرة حتي ماتت غريقة و من ليلتها و شبحها يظهر كل ليلة في نفس الوقت و هي تنثر الورود...
مسكينة هذه الصبية انفطر قلبي لأجلها.. لكنني لاذلت اراها في مخيلتي البريئة ظنني كما شئت و لكنك لا تدر شيئآ لقد رأيتها قبل ذلك.. كانت تطارد قلمي بعبثاتها تحثه علي الكتابة... طيفها استلهمني و احلامها طردتني...تلك الصبية البريئة التي اخذتني اترائها في مخيلتي و عبثات افكاري...
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب