( كان يغني ويدق العود عند بجة أبا الدود )

قصة سمعتها من خالي سالم مباشرة وقد سمعها في مجلس الشيخ محمد بن مرزوق بخيف العامرية  ، ويخبرهم فيها من حصلت عليه هذه القصة في أبا الدود ، ويقول هذا الرجل ، أنه في سالف الأيام وقديم الزمان وقبل تقريبا ٤٠ عام ، كان يذهب مع بعض أصدقائه ويجتمعون في المساء حول بجة أبا الدود ، وحيث ورد ذكر بجة أبا الدود ولشهرتها وأهميتها عند أهل المنطقة لزم التعريف بها ، فهي نبع ماء غير جاري دائم وظاهر على سطح الأرض ولا ينقطع في الصيف أو الشتاء ويقع عند مدخل أبا الدود الى اليمين بحوالي ٨٠٠ متر ووجدت منذ عرف الناس المنطقة وهي من موارد الماء في هذه المنطقة التي لا يوجد فيها الماء ، وتشرب منها الماشية والإبل والطيور وبجوارها بئر ماء يشرب منه الناس ، وكان بعض العامة من الناس يدعون أنها مبرك ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذهب الى غزوة تبوك ويدعون أنه صلى الله أتى من طريق الحفياء من ممر العجل ، وأعتقد بعضهم فيها إعتقادات باطلة وكانت عندها شجرة تعلق فيها التمائم وأشياء عديدة ويزورها بعض الحجاج ويعلقون عندها السبح والخواتم ويتبركون فيها ، وعند دخول المدينة في الحكم السعودي ، تم قطع هذه الشجرة ، وقبل تقريبا ٢٥ عام قامت الجهات المختصة بردم البجة لمنع المخالفات الشرعية ولكنها عادت في النبوغ وظهر منها الماء ولكن تم بعد فترة من ذلك إعادة ردمها بالحجارة حتى مات النبع تماما وهو الآن ضمن إحدى المزارع في المنطقة ويصعب تحديد موقعها ، ونعود لقصتنا ، فيقول خالي سالم ، أن الرجل أخبرهم أنه إعتاد هو ورفاقه الغناء ودق العود عند بجة أبا الدود وكان من الذين يجيدون الغناء والعزف على العود وفي إحدى الليالي وكان هو ورفاقه في قمة طربهم بالغناء ودق العود ، إذ فجأة إقتربت منهم إمرأة عليها عباءة سوداء ، وعندما إقتربت منهم أكثر شعروا بخوف وقشعريرة ، وفجأة صرع أحد رفاقهم وأختفت المرأة وأصبح كما يقول يرفس كما الشاه المذبوحة ، فيقول ، فزعنا فزعاً شديدداً وحملنا رفيقنا بالسيارة وذهبنا مسرعين ، وقد أخذوا صاحبهم في اليوم التالي الى أحد الرقاة ورقى عليه ونطقت على لسانه إمرأة وقالت أن إسمها نورة وأنها جنية من أهل أبا الدود ، وقد سمعت الغناء ودق العود فحضرت لسماعه والتبست في الشخص المذكور ، يقول ، فلم أعود الى الغناء أو دق العود منذ ذلك اليوم ، وتيقنت أنها تجلب الشياطين للمكان ، وكانت هذه الحادثة مفترق طرق لي في باقي حياتي وسبب من أسباب إستقامتي بإذن الله.

ولا غرو في أن الشياطين تحب الغناء وتحب مزامير الشيطان وتجتمع عليها ، فقد قال الله سبحانه وتعالى ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) كما أن القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى تجتمع عليه الملائكة وتحيط بأهله وتشملهم السكينة والرحمة ، قال الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ، اللهم إجعلنا من الذاكرين الشاكرين المتقين وإصرف عنا وعن المسلمين شر شياطين الإنس والجن ، اللهم آمين.

( قصة حقيقية وثقتها كما سمعتها ضمن توثيق الموروث الشعبي والقصص عن منطقة المدينة المنورة وما حولها )

المهندس منصور محمد المحمدي

المدينة المنورة

mansourmf@gmail.com