ثقلاء الدم.! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ثقلاء الدم.!

  نشر في 11 ماي 2023 .

رؤى الحجاز

فيصل البكري

يتواجد في حياتنا اليومية الكثير ممن يطلق عليهم بالعامية مزعجين أو ثقلاء دم.

فكم تمنى كل منّا بأن لا يلتقى بأحد هؤلاء في أي مناسبة أو إجتماع أو حتى في أسفارنا.

وبرغم ذلك ما زالت تظهر أمامنا مجموعة من الأشخاص نجد فيهم صنفآ من الثقلاء على الروح.

يقول العرب قديمآ عن هذا الصنف من الثقلاء في المجالس:

الثقيل هو الشخص البليد الغليظ الذي تنفر منه النفوس وتستثقله الأرواح وتضيق به المجالس وتكره الأسماع لحديثه.

والغريب في الأمر وما يحمل الأسى أن الغالبية العظمى من المزعجين لا يشعرون بأنهم (ثقلاء دم) وغير مرغوب الإلتقاء بهم في أي مناسبة كانت. معتقدين بأن أفعالهم يرتضى بها الأخرين من أفراد المجتمع گ نوع من أنواع المزاح الذي يتقبله البعض.

لقد أبحرت في العديد من الكتب فوجدت (ثقيل الدم) يطلق عليه في فلسطين (بالزنخ) وفِي بلاد الشام (بالغليظ) والأشقاء المغاربة يطلقون عليه (بالبرقاق) وفِي تونس الخضراء (بالبليد) وفي بلاد الكنانة (بالرخم)

أما في الحجاز يطلقون عليه دمه زي البق.!

وفي اللغة العربية الفصحى يصفه الأصفهاني (بالثؤلول) وهو التقرح في اليد أو الوجه ويقتضي إزالته بالكي حتى يزول ويندثر.

أما ما درج عنه في الأدب العربي فيطلقون عليه "بالطفيلي" وأشهرهم "أشعـب"

في الماضي القريب وقع تحت ناظري كتابآ عندما كنت في "تركيا" وقد شدني عنوانه (قرية مزعجة) فأخذته وأنا في طريقي للمنزل حيث بدأت أقلب صفحاته الداخلية حتى وقعت عيناي على قصة رجل كان مسافرآ بسيارته من مدينته إلى قرية صغيرة وقد حل عليه الظلام فأراد أن يسترخي قليلآ من عناء السفر وقد أَطْفِئ محرك سيارته في إحدى طرقات القرية.

وما أن أسترخي في مقعده ودخل في سبات عميق حتى أفاق على صوت من يطرق نافذة سيارته.

فأستيقظ منزعجآ ليجد رجلآ يسأله عن الوقت.؟ 

نظر إليه والغيظ بادئ على محياه قائلآ الساعة السابعة الأن.

أخذ السائل طريقه وأستلقى الرجل مرة أخرى وما هي إلا دقائق حتى فوجئ بمن يوقظه من منامه ثانية ليسأله عن الوقت.

فأجابه السابعة ونصف.

وبينما السائل ينصرف سالكآ طريقه إذ لاحَظ أن أحد يهم بالإقتراب منه.! فأسرع وكتب على نافذته بخط كبير: 

(أنا لا أعرف الوقت) ثم عاد وأستلتقى وما أن أخلد للنوم حتى سمع طرقات على زجاج نافذته ليأتي إليه صوت غليظ شحوب الوجه يقول لـه صباح الخير:

الساعة الثامنة والنصف والله الموفق.



   نشر في 11 ماي 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا