بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (فطرة الله التي خلق الناس عليها) هذه آية قرآنية تتكلم عن الفطرة وأن أغلبية البشر تعيش على الفطرة الخاصة بأبويهما ودينهم ولكن نحن كل ماعلينا فقط هدايتهم إلى الدين الحق بالوسائل المشروعة وليس بالعنف أو التطاول عليهم فالإنسان يتربى بشكل خاص على فطرة أبويه كما قلنا في اعتقاداته الخاصة في دينه ومذهبه فلا ذنب له إن كانت فطرته الداخلية سليمة ولكن لم يكن له حظ أو حيلة في أن يكون على الدين والمذهب الحق بسبب محيطه الخاص الذي يعيش فيه فإن كان يتبع فطرته فإنه سيحاسب في الآخرة على أخلاقه وإيمانه بربه وطريقة تعامله مع الناس ومع نفسه وليس على دينه ومذهبه الذي كان بسبب فطرته التي اكتسبها من أبويه والجنة ستكون لمن اتقى في أموره بشكل عام والله يعلم ماذا يفعل وكيف يتعامل مع البشر من عباده وله حكمة يعلمها هو في اختلاف الأديان والمذاهب فقد قال تعالى "(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فهو خبير وعليم بهذه الشعوب والقبائل وسيتعامل معها بالعدل دون ظلم وبخس حق أيٍ من الشعوب أو القبائل فالله سيكرمك ليس حسب دينك ومذهبك الذي وَرِثْتَهُ عن جهل أدى بك لعدم اتباع الحق عن قصور بك وليس تقصير منك بل حسب تقواك له فقط وقد قال الرسول محمد ص "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى" ففي النهاية فالحق سيظهره الله وسيظهر الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وسيتحقق العدل وسيجزي الله المعاندين له والمتكبرين عليه فالله رحمته سبقت غضبه وهو أرحم الراحمين فمن كانت لا حيلة له ولم يكن من المعاندين والمتكبرين على الله ويتبع فطرته السليمة فإن شاء الله سيعامله الله بلطفه ويدخله في رحمته ونسأل الله السلامة لنا ولكم.
وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين