هوية متمرد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هوية متمرد

  نشر في 20 أبريل 2016 .

أقف على حافة الكون، و أحمل ورقة استقالتي من الحياة الملطخة بدمائي، أما في الجهة الأخرى ... هناك سراب من ترمي همها على كتفي، لأتخذ قراري ... إما أن أتراجع عن فكرتي، أو اقفز من الكون، لأتناسى ما يحيط بي من ألام و خداع.

أقف على حافة الكون، و تلك الحقيبة التي تتناثر منها ذكرياتي و أحلامي، دمي و بكائي، و هي تتوسل بالعودة عن قراري، لأسمع أصوات تأمرني بالقفز و آخرون يضحكون علي، أما أنا ... لا أعرف هويتي أم هي ... هوية متمرد، لا يعي ذاته.

أقف على حافة الكون، و تلك العروسة البيضاء تمسك يدي كالملاك، لأسمع أصوات تنادي بالقفز و أخرى تشمت، أما هي فتبكي و تمسك يدي اليمنى، و اليسرى ملطخة بدمائي التي كتبت بها ورقة استقالتي - ربما سأقبلها - لأقفز مغمض العينين بعدما فتحتا على حافة كون، القريب يائس و البعيد منتظر، لا يجد فيه عدل ولا رحمة و لا إحسان.

أقف على حافة الكون، لا أفقه من أنا، فهل ينفع الرجوع عن القرار، و لماذا الكلمة هي الرجل، لأحقق أماني الكثير في قفزي – أعني انتحاري – نصف الكون في اليمين و النصف الثاني في اليسار، فما الفرق؟ لا أظن أنه موجود، النصف الأول سراب يعني أحلام، فأين الحقيقة؟ الحقيقة موجودة في النصف الأخر دم و استقالة، خداع وسط الحقيبة، أوراق كتب فيها شعر، نثر ... فهل تنفع الأوراق إلا لمسح دم بكرة قتلها الحزن - أقصد الحرب – اتخذت قراري.

أقف على حافة الكون، أتكلم عن فكرة الرجوع، لاستئناف مسار جديد بأشواك وروده، تصحيح أو تدنيس الأخطاء، فالكون مجموعة أخطاء عدلت، أما نحن فلا حول لنا أو قوة، سوى الضحك على أخطاء الآخرين، و الآخرين يضحكون علينا، فهل أنا مللت في هذا التبعثر أم هو مجرد جنون ينتابني؟ - حالة فقدان الإحساس بالذات و الأمل – لا يهم بل المهم أني فقدت شيء، اتخذت قراري.

أقف على حافة الكون، مبعثر الحال، لكني أتظاهر بالصمود و أبتسم، لا أريد الجلوس، لأني مريض بفوبيا المرتفعات، و إن جلست سأسقط، أريد الحديث مع ذاتي، لأعرف هويتي، و هل أنا حقا متمرد أم مختبئ جبان، أحاول إسكات أصوات بداخلي حتى استرجع بعد الذكريات، لكي أجد سبب أقنع به قراري بالعودة عنه، و رمي حقيبتي لأعانق السراب، حتى هذا الأخير لا احتاجه فهو من يحتاجني، في ألمه يريدني و في ألمي يأمرني بالصبر، و إلى متى يصبر الميت؟

أقف على حافة الكون، بلا استقرار ذهني أو عاطفي، ذكريات تموت، و أخرى تولد من جديد، أحلام تتحقق و أخرى نضحي بها، صراخ يزيد إسراري على القفز و أخر يزيد من أضراري للرجوع، لا اختيار لي، و للحديث بقية، لم أتخذ قراري.

أقف على حافة الكون، ما بين الجنون و العقلانية، لا أعرف ما أختار لأختلي بأفكاري، مضاجعا ملحمة الموت أو الحياة، لكني قررت ... سأستعيد ما حرمت منه، لأبقى غير أنا أو أختلف عني، أزيد أشياء و أنقص أشلاء، إما النسيان أو إعادة اليأس، لكني قررت ...

أقف على حافة الكون، و هناك بحر بعيد المدى، لا يصله أحد كل من حاول مات، و كل من مات سيجني ما له و عليه، فلتغرق سفنهم و ليرحلوا، كما قلت لقد اتخذت قراري ... و قد وجدت هويتي ... لكم واسع النظر في خططت أناملي ...

أقف على حافة الكون، كما و سبق علمك سادتي سيداتي، أني ... قررت، سأرمي ... ليس بنفسي كما سيظن الأغلبية، لكني سأرمي بتلك الحقيبة الممتلئة بالأوراق و الهم و الماضي، أما ورقة استقالتي سأضمد بها جرحي الذي نزف طويلا و هكذا قراري لم يكتمل بعد ...

أقف على حافة الكون، ممسكا بيدها أو ممسكة بيدي لا يهم، المهم هو أنها معي أو أني معها، أسلوب متمرد في الكتابة العبثية، لا يهم ... سنعود معا، نبد صفحة لا خصام فيها، لا دم فيها، لا عتاب – إن عاتبتني صاحبة الابتسامة الكونية و ألأعين الخرافية سأضمها و أضحك – عدت إلى موطني معها، فلقد اتخذت قراري.

لم أعد واقفا على حافة الكون، بل اتخذت قرار العودة لإعادة بناءي ذاتي معها.

النهاية


  • 4

   نشر في 20 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا