خديعة الأرهاب .. وحقيقة التمدد
نشر في 14 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
مازالت قضية خلاف تركيا مع العراق حول تحرير الموصل تأخذ أبعادها على أعلى المستويات ومنها رد أدورغان الأخير على العبادي بعدما طفح الكيل بأحفاد العثمانيين من اللعبة الرخيصة التي أستخدمتها الولايات المتحدة بالتعاون مع إيران في السماح للأخيرة بل ودعمها في سبيل التمدد على المزيد من الأراضي العراقية بحجة مكافحة الأرهاب وتحرير الأراضي العراقية من تنظيم الدولة .. ولا يخفى على كل متابع ما تقوم بهِ الحكومة الطائفية بالعراق من تغيير ديمغرافي ومذهبي وحتى خرائطي عندما تستولي على أي محافظة ما أو مدينة ما في العراق ابتداء من تهديم للمساجد السنية وبشهادة محافظ ديالى السابق عمر الحميري عن إن أكثر من 250 من مساجد أهل السنة قد دُمرت كليا أو جزئيا في ديالى المنكوبة والتي هي المحافظة السنية العربية الوحيدة التي تلاصق الحدود الإيرانية وأنتهاء بأقامة العزائات الحسينية على أطراف الفلوجة وبعض مناطق الانبار التي لم تعرف منذ فجر التأريخ هذه الممارسات المستوردة . ونحن نسمع أمريكا عن أنه لايمكن أن تتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية إلا بموافقة الحكومة العراقية ندرك هنا أمرين وهما قوة التنسيق بينها وبين إيران في الملف العراق وثانيها الأستفادة من الحكومة التي نصبتها في العراق بالتعاون مع دولة ولاية الفقيه لتخرج طبخة من المطبخ السياسي العراقي بالرغم من أنها لها شكل ومذاق الهمبرغر الأمريكي والكافيار الإيراني إلا أن الجانبين يصران على أنها طبخة عراقية بأمتياز ولها شرعية فيمن يبقى أو يرحل من القوات الأجنبية في العراق طبعاً بأستثناء القوات الأمريكية وتوابعها والمليشيات الإيرانية وعصاباتها .وهنا ندرك فائدة عظمى من فوائد تنصيب حكومات الأحتلال وأضفاء عليها الشرعية لتخرج بالتالي حكومة من الظاهر وطنية وسيادية القرار وباطنها يتحرك حسب أهواء ومصالح من قام بتنصيبها .. ويزداد الأمر شكاً يقطعه اليقين من أن المرء الذي له ابسط مقومات التفكير وأدنى مراتب التعلم يدرك بأنه أذا ما أردت أحتلال بلداً أو غزو مدينة في العصر الحديث فكيفيك أن تخلق فيها مجموهة أرهابية مدعومة أو مفترضة او تفسح المجال لها بذلك لتحتل ما أردت وتحتج بما شئت لإتمام عملية أبتلاعها ومن ثم يتبين للناس فيما بعد المصلحة الحقيقية للقوة المحتلة بحقيقة خديعة محاربة الأرهاب على حساب التمدد الحقيقي الأستراتيجي والأقليمي لتلك القوة المحتلة .. وما دامت القوى الكبرى أخرجت وأستمرت بتلك الأكذوبة القائلة بمحاربة الأرهاب لحساب مصالحها أخذت القوى الأقليمية منها والمحلية تلك الأكذوبة لتمرر تمددها ووضع اليد على الأرض لحسابات مستقبلية وأحتلالات واقعية أو حتى لصدامات خفية كما حدثت وتحدث على سبيل المثال بين دولة الخروف الأسود ودولة الخروف الأبيض التي لابد لها من مواجهة أن لم تكن الأن فبالتأكيد ستكون بالمستقبل وخاصة بعد نزع الأغلال الناعمة التي كانت تقيد تركيا عن تلك المواجهة من قبل بلاد العم سام بعد فشل الأنقلاب الأخير مما أطلق العنان لأنقرة لتبحث عن مصالحها وتدرك خطر ما يحيق بها خارجياً بعد أن أقتربت من القضاء عليه داخلياً.
-
خليفة الدليميكاتب عراقي مقيم في المانيا له من الاصدارات المطبوعة " الموسوعة الروحانية " ورواية " لعنة برج بابل " والعديد من المؤلفات تحت الطبع.