اعوذ بالله من كلمة انا

يحكى انني رجل متسلق واناني،ومن اهم صفاتي الكذب،افطر على رشوة ،اتغذى على ظلم واتعشى على كل ما لذ وطاب.

امتلأت جيوبي وكثر الاحباب من حولي ،ربما يبحثون عن مصالحهم ،اتوقع ذلك ،ولكني احب المدح،لا بأس بوجودهم،اعيش كالملك في قصر فخم  محاط بالخدم غير  انني وككل ليلة،لا انام.

ارق

_دكتور يا دكتور هل تصف لي دواءا فالنوم طار من عيني،ابيت متقلبا على فراشي الوثير،اعد الخرفان ،خروف ،خروفان ،ثلاثة الاف خروف ولا انام،هالات سوداء ،تعب شديد،بسرعة اكتب لي دواءا فيه الشفاء.

كتب الطبيب الوصفة والخوف باد على وجهه ،يخشاني الجميع  وانا سعيد بذلك،اشتريت الدواء و عدت الى قصري فرحا جدا،سانام اخيرا.

شربت نصف حبة ،لم انم!!،ياله من طبيب احمق !!،ساشرب حبتين فتلك الجرعة المناسبة لوزني ،ساعة .ساعاتان،اعد الضفادع ،احس بثقل شديد في كل جسمي ولكني لا انام .

طبيب فاشل،وصف لي دواءا غير فعال ،ولكن الجميع اخبروني انه الافضل،ساتصل به ليغير لي الدواء. انتظرت شروق الشمس  و اتى الصباح بعد ليل طوييييييل.

تناولت فطوري وطلبت من الحارس ان يحضر لي  الطبيب ،فمن غير المعقول ان اتردد على عيادته  ،سيتساءل الناس عن السبب واصبح حديث العام والخاص.وصل الطبيب اخيرا،لمحته ينظر الى منزلي الفخم ولكن وجهه لا يوحي بشيء ،ما هذا الوجه البارد الذي لا تفسر تقاسيمه.

_دكتور يا دكتور ،اخذت حبتين من الدواء ولم انم.

_ماذا تقول؟! حبتين من الدواء،ولم تنم !!!هي كمية كافية لتنويم فيل .

طال صمت الطبيب 

_اريد حلا  يا دكتور.

_لست مقتنعا بفكرة زيادة الجرعة ولكن لا اجد حلا اخر ،ساصف لك دواءا مهدئا الى جانب الدواء المنوم ،فلعله التوتر ،و ايضا بعض الفيتامينات لتخفيف الاجهاد،ولكن لا تزد على  حبة واحدة  من المنوم .

رفض  الطبيب تناول اي شيء ،اصر على المغادرة ،متحججا بكثرة مواعيده ،احسست بانه لا يحبني ،لا يهم ،فانا احب نفسي بما يغنيني عن حب الناس.

اتى الليل مسرعا ككل يوم ،بت اكرهه ،تناولت دوائي ،و رغم خوفي الشديد اطفأت المصابيح كما نصحني الطبيب  ،فانا احس بانني لست وحدي في الغرفة،ولكن مئات المصابيح اضاءت في ذهني ،وجوه تحمل مصابيحا ،وتقترب مني ،يا الاهي .انرت الضوء الذي بجانبي ولكنه كان خافتا،قفزت من السرير،واشعلت ضوء الغرفة،وخرجت ابحث عن شخص في المنزل،ليبدد بعض خوفي.

الجميع نيام ،كيف ينامون؟! ،احسدهم ،اشعلت التلفاز و جلست افكر بحالي ،انا منهك تماما....

بعد سنة

جلس الطبيب صامتا ،يفكر.

_اريد حلا  يا دكتور ،احس بصداع شديد،انا مرهق تماما ،اريد حلا  لمشكلتي،يجب ان تفعل شيئا.

_ساكلمك بكل صراحة .

_تكلم  و لا تخف ،انت صرت صديقا.

نظر الي وكانه تفاجأ من لفظ صديق،وكانه يرفضه.وحدثني  بنفس البرودة المعتادة.

_بكل صراحة ،انا تعبت ايضا ،تبحث عن دواء لتنام في الليل وعن منشط ينشطك في الصباح،تبحث عن حل ،والحل ليس في الدواء،اقصد طبيبا نفسيا،سيشرح لك مشكلتك.

_اشرح لي انت.

_انت متوتر ولا تستطيع النوم لانك مشغول البال دائما.

_ابدا ،لست مشغول البال ،لا افكر بشيء،ولا اهتم الا بنفسي.

_هذه هي اذن ،يلزمك منوم الضمير المرتاح ،يجب ان يرتاح ضميرك لكي  تنام ،اما انا فاعذرني ،لا استطيع ان افعل لك شيئا اخر  ،صدقني.

_لا بأس ،يمكنك الانصراف.

هل املك ضميرا

لماذا سمحت له بالانصراف،لماذا لم اعالج غروره بطلقة نارية او سجن طويل.ولكنه طبيب وهو ينصحني ،دواء الضمير المرتاح،هل ضميري مرتاح؟ ،هل املك ضميرا؟.

فكرت بكل السنوات الماضية ،ظلم ،سرقة،اعتداء،تهريب،استغلال نفوذ،كم من شخص ظلمت ،كم من طفل شردت ،كم من بيت خربت ،كم من دعوة مظلوم سمعت.هل ضميري مرتاح ..لا .ولكنني مرتاح اريد النوم و  فقط.لكن تلك الوجوه التي تحمل المصابيح لا تختفي ابدا ،نظرت الى مسدسي مليا  ، لا ...لا اريد الانتحار.

رحلة

سافرت لتغيير الجو وبدأت رحلتي مع الادما...... ، منوم  من نوع اخر.ولكني ككل ليلة لا انام،ذات الوجوه تسرق النوم من عيني.