و عن أحلامكم ، حدثوني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

و عن أحلامكم ، حدثوني

فى مداعبة السحاب .

  نشر في 18 ديسمبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

مما أتذكر من ملامح طفولتى ، سؤال كان كثيرا ما يتكرر على مسمعي قليلا ما أجدت اجابته ،ألا و هو "ماذا تحب أن تكون عندما تكبر !؟" ، و من بقايا ما أستطعت تذكره من أجوبة أشخاص كنت أعرفهم فى ذلك الوقت ، كانت الاجابات تتلخص فى وظيفتين او ثلاث ما بين طبيب أو مهندس أو ضابط أما من كان شغوفا بكرة القدم فكان لا يتردد فى الافصاح عن حلمه بأن يصبح مثل اللاعب فلان او علان .

مرت كثير من الأعوام و تبدلت الحياة بحياة أكثر مسئولية أقل تحررا و ان ظل البعض يعاني من فراغه الفكري او من تشبعت شخصيته باللامسئولية . و تبدلت الأهداف برغبة الكفاح لاشباع الاحتياجات و تدخلت الظروف فى تغيير كثير من مسارات الحياة بزمن لا يرحم ولا يعاب عليه قسوته . و صار من كان يحلم بلعبه ما تداعب خياله الطفولي يتمنى الراحه من ساقية يساق بها كأنعام الحرث.

و بين كفاح الرزق و ما قدر لنا دراسته ، يبقى تساؤلنا حول ما مدي أهمية ما نفعل ان كنا غير شغوفين به ، أو حتى على الأقل لا نتلهف على فعله .

قد نساق فى أغلال الماديات و ذاك من معالم الحياة المعاصرة و لكن لابد من متنفس يخرج طاقتنا ، شئ ما نجيد فعله، لا ملل منه و ان طال صنعه . فبعيدا عن مقتبسات حب ما تعمل حتى تعمل ماتحب و غيرها من جمل بلا قيمة فى حياتنا ، علينا أن نبحث عما نكون شغوفين به ، لعلنا نجد معنى جديد لحياتنا ، فمهما كان عملك أنت لست سوى شخص يبيع وقته لصاحب العمل حتى يحصل على قليل من المال فى عجلة اقتصادية لا ترحم من يعجز عن الدفع .

و يبقى الامر على حاله فى ترقى بيروقراطي حتى ينتهى بك العمر ، شيخا مقعد لا تملك سوى التباكى على ما مضى . فهل ستهنئ بتقاعد يكفيك سنوات من الفراغ القاتل و التباكي على أطلال شبابك أم عليك من الان القتال لمستقبل أكثر بريقا بشئ تجيد صنعه و ما أعظمك ان كنت شغوفا به.

فان بحثت فى قائمة عظماء رجال القرن الحالي ،ستجد معظمهم أجاد ما أحب ، فلم يبخل الزمن بمجد خلده لأجيال . و لعله بدأ بحلمه الخاص على أنقاض أحلام الاخريين ، أو جعل أحلامهم جزء من حلمه ، فخير نصيحة لك ابدأ بحلمك الخاص قبل ان تكون جزء من حلم الاخريين .

و لكن اياك أن تجعل من مجرد احتياج لشئ ما حلم تسعى اليه ، فهناك فرق بين حلم بشئ ما تقاتل من اجله و احتياج روحي أو مادي انت بحاجه اليه ، فلنفرق بين الاحتياجات و الأحلام .

ختاما ، فلنجعل أحلامنا أهداف و ان طال أمدها ، و لنجعل من حياتنا معارك تُثار بلا هوادة ، على أمل أن نلتقى باحلامنا و نزيل عنها غبار الاوهام ، و لنجعل حياتنا قصة تستحق أن تروى يوما ما 


  • 23

   نشر في 18 ديسمبر 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 6 سنة
مقال جيد يعكس الصراع بين حلم الانسان بشكل مستقبله وطموحه من جهه والواقع الذى يفرض عليه السير فى اتجاهه دون رغبته - كلمات معبرة- كل التوفيق
1
Amin Almitwaliy منذ 8 سنة
مقال رائع
1
مریم كاظم منذ 8 سنة
مقال أكثر من رائع..بوركت.
1
Mahmoud Hisham منذ 8 سنة
مقال جميل جدا
2
فدوى منذ 8 سنة
من خلال تجربتي في الحياه لقد برهنت التجربة أن العمل الذي يولد في الخيال، يمكن تحقيقه في الواقع الخارجي .

2
مقال رائع، حلمي أن أحقق شيئا، أن أحمل شمعة أمل لنضيئ الطريق في وقت تخلى فيه العديد عن أحلامه .. "أن يذكر أسمك بشيء بعد مماتك هذا يعني أنك لم تمت "
3
فاطمة أحمد منذ 8 سنة
ولنجعل حياتنا قصه تستحق ان تروى يوما ما
عبارة جميلة لخصت كل شي ، مقال جميل
3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا