لا يوجد ما يسمي بـــ "الصدفة". الصدفة هي تبرير الجاهل لما لا يفقه، محاولة تأمل بسيطة منك قبل الذهاب إلي مضجعك للنوم تراجع فيها تفاصيل يومك ستدرك أن لكل نتيجة سبب وأن مسبب الأسباب ترك لك المشيئة، هو سبحانه وتعالي شاء أن تشاء ووضع سنن كونية (كتالوج لحياة أفضل) وترك لك القرار.
اختَر مكاناً مناسباً تستطيع الانسجام فيه مع نفسك بدون وجود أي مؤثرات تفسد عليك لحظتك. فقط أنت والطبيعة . . والطبيعة وأنت.
إغمض عينيك وابدأ بأخذ شهيق وزفير إلي أن تشعر بالاسترخاء وابدأ في التخيل. تخيل نفسك علي مسافة ارتفاع 10م من الأرض، الآن أنت حُر وغير مُقيد. تخيل أمامك خط طويل علي مسافة كبيرة منك، هذا الخط هو مستقبلك الذي ترجوه وتأمله. الآن أريدك أن تقفز إلي مستقبلك (الخط الطويل الذي أمامك). أنت الآن في العام 2040م وقد أنجزت ما خططت له :
1- أصبحت صاحب أكبر مؤسسة في الشرق الأوسط.
2- أصبحت شريك لرجل أعمال ماليزي لشركة اتصالات تنافس أكبر شركات الاتصال علي مستوي العالم.
3- ألّفت كتابك الأول الذي طالما حلمت به ولاقي القبول والاستحسان من الغير.
4- ألقيت محاضرة وسط لفيف من العلماء والأساتذة ورجال المال والأعمال في جو من الحماس والهتافات، وتنتهي من إلقاء المحاضرة وأول ما تقوم بعمله بعد انتهائك من المحاضرة الذهاب لزوجتك وابنك أو ابنتك المستمعين لك كغيرهم من الحضور.
5- تقضي إجازتك مع عائلتك في جزر المالديف من لعب الغولف والبيوت القش العائمة علي المياه وكرسي الشاطيء المريح للاسترخاء وفي يدك كأس من الكوكتيل والرمال البيضاء والشمس المشرقة والمياه الكريستالية والحياة الملكية.
6- اختارتك مجلة "نيويورك تايمز" من المائة الأكثر تأثيراً في العالم في العصر الحديث.
إفتح عينيك، أنت الآن في العام 2016م . كم هو ممتع البقاء هناك!! ألا توافقني الرأي أن الأمر يستحق إعادة النظر؟ نعم، إعادة النظر فيما تريده . . إعادة النظر في شئون حياتك . . إعادة النظر في كيفية تخطيطك لها . . إعادة النظر في وضع أهدافك.
تستحق هذا، فأنت لم تُخلَق عبثاً. انظر حولك وتمعّن جيداً في الأمر، لا وجود للعبثية في كون هو لوحة فنية بديعة تفاصيلها مُحكَمة ومعاييرها مقدّرة كدلالة علي عظمة الخالق سبحانه وتعالي الذي لم يترك شيئاً للصدفة، حاشاه سبحانه وتعالي.
وبالتالي أنت بين يديك "كتالوج إرشادات إلهيّ" يساعدك في أن تخطو خطواتك الأولي نحو حياة أفضل. فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ولن تحصل علي شيء من قبيل الصدفة (أو من ضربة حظ). وكما قلُنا أن الصدفة هي تبرير الجاهل لما لا يفقه، فالقدر موكل بالمنطق.